الحمد لله الذي له الحمد كله , واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .
وبعد :
أقدم لكم يا إخوتي في الله فوائد من السيرة النبوية العطرة , وهي عبارة عن 30 مسألة
من مسائل العقيدة الإسلامية استخرجتها من كتاب المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنير ,
وأشهد الله إني قرأت الكتاب كاملا , فالكتاب من إعداد فضيلة الدكتور وليد بن محمد بن عبدالله
العلي إمام وخطيب المسجد الكبير .
بسم الله نبدأ بكتابة مسائل العقيدة الإسلامية المستنبطة من كتاب المنهل العذب النمير في
سيرة السراج المنير :
(1)الرحمة:
ذرفت دموع النبي عليه الصلاة والسلام عند وفاة ابنه إبراهيم, فقال عبدالرحمن بن عوف
رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا ابن عوف!
إنها رحمة؛ تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا؛ والله يا إبراهيم,
إنا على فراقك لمحزونون .(25)
(2)ذكر الفضل والجميل:
تقول عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة :ما غرت
على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة , وما رأيتها؛ ولكن
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها, وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء,
ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة !!
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد .(28)
(3) الحرص على اتباع الحق :
قصة سلمان الفارسي الذي هدته الفطرة إلى ترك المجوسية , ليبحث عن ضالته إلا أن
هداه الله إلى الإسلام (31-35)
(4) الإيثار:
لما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين ابن عوف وسعد بن ربيع , قال سعد : قد علمت
الأنصار أني من أكثرها مالا , سأقسم مالي بيني وبينك شطرين , ولي إمرأتان , فأنظر
أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها (59)
(5)مقام الصحابة الكرام:
فقد أوصى خير الأنام – عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام –أمة الإسلام :أن تحفظ لصحابته الكرام ونهى أن يتعدى على أحد أصحابه ,أو يتطاول عليه بسبه وثلبه فقال :لا تسبوا أصحابي
فو الذي نفسي بيده؛ لو أن أحدكم أنفق مثل ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصفيه (62)
(6)الشورى:
استشارة النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه في غزوة بدر , فأشار عليه أبوبكر وعمر
والأنصار (65-66)
(7) امتثال لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم:
امتثال المسلمون لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم مكنهم من الانتصار في بداية غزوة
أحد, ثم هزموا بعد ذلك لعدم امتثال الرماة لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم (72-73)
(
طهارة بيوت الأنبياء من الفواحش :
بيوت الأنبياء مطهرة من الفواحش , فحادثة الإفك برأ الله منها أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها من فوق سبع سموات , وفضح المنافق ابن سلول في سورة النور ((إن الذين جاؤوا
بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من
الإثم والذي تولى كبره منهم عذاب عظيم)) (90)
(9)مكانة المرأة في الإسلام :
أخذ النبي رأي أم سلمه حينما قالت : اخرج ولا تكلم أحدا منهم بكلمة حتى تنحر بدنك
وتدعو حالقك فيحلقك ففعل النبي ما قالت ثم فعل الصحابه ما فعل النبي (117)
(10)كنز من كنوز الجنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري : ألا أدلك على كلمة من كنز
من كنوز الجنة ؟ فقال أبوموسى : بلى يا رسول الله.فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا حول ولا قوة إلا بالله ((132-133))
(11) الكبر و الإنحراف عن الحق مدعاة للهلاك:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا بكتابه , وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين ,
فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى ملك فارس , فلما قرأه مزقه , فدعا عليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق. ((147))
(12)لا تلقي بنفسك إلى التهلكة :
قال عمرو بن العاص : يا رسول الله إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت
إن اغتسلت أن أهلك وذكرت قول الله تعالى ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما))
فتيممت ثم صليت , فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا ((148))
(13) لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة:
أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل البيت وفيه الإله ؛ فأمر بها فأخرجت؛
فأخرجت صورة إبراهيم و إسماعيل في أيديهما الأزلام , فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أما هم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة , وهذا إبراهيم
فما باله يستسقم ؟! قاتلهم الله , لقد علموا ما استقسما بها قط. ((158))
(14) إقامة حدود الله على الضعيف و الشريف:
سرقت امرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم , ففزع قومها إلى أسامة بن
زيد رضي الله عنهما يستشفعونه , فلما كلم أسامه فيها رسول الله صلى الله
عليه وسلم تلون وجهه فقال : أتكلمني في حد من حدود الله ؟! فقال أسامة:
استغفر لي يا رسول الله . فلما العشى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطيبا , فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد؛ فإنما أهلك الناس
قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف
أقاموا عليه الحد , والذي نفس محمد بيده , لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها.ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة
فقطعت يدها.(161)
(15) الأمانة من صفات الأنبياء :
لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة, جاء عثمان بن عفان
رضي الله عنه – بعبدالله بن أبي سرح وهو أخ عثمان من الرضاعة وكان
ممن أهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه, فقال عثمان: يا نبي الله؛
بايع عبد الله فبايعه بعد ثلاث, ثم أقبل النبي عليه السلام إلى أصحابه
فقال : أما رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته
فيقتله , فقال الصحابه : ما ندري يا رسول الله ما في نفسك , ألا أومأت
إلينا بعينيك , فقال النبي عليه السلام : إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له
خائنة الأعين. ((162))
(16) النصر من عند الله :
قال النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة حنين , أنا النبي لا كذب أنا بن عبدالمطلب
اللهم نزل نصرك ((165))
(17) العفو والصفح:
وبينما النبي يمشي وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ؛ إذ أدركه أعرابي فجذبه جذبة
شديدة قال أنس بن مالك رضي الله عنه : نظرت إلى صفحة عاتق النبي عليه الصلاة
والسلام قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته , ثم قال الإعرابي : مر لي من مال
الله الذي عندك , فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك , ثم أمر له بعطاء (175-176)
(18) افتقاء الخير:
قول معاذ للنبي عليه الصلاة والسلام : حدثني بعمل يدخلني الجنة , لا أسألك عن
شيء غيرها ؟ فقال النبي عليه السلام : بخ بخ بخ , لقد سألت عن عظيم , وإنه
ليسير على من أراد الله به الخير , تؤمن بالله واليوم الآخر , وتقيم الصلاة ,
وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا , حتى تموت وأنت على ذلك (180-181)
(19) علامات بين يدي الساعه :
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : يا عوف , احفظ خلالا ستا بين يدي الساعه:
إحداهن موتي قال عوف : فوجمت عندها وجمة شديدة. قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:ثم فتح بيت المقدس ثم داء يستشهد الله به ذريتكم وأنفسكم , ويزكي
به أعمالكم ثم تكون الأموال فيكم, حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا
وفتنه تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته . ثم تكون بينكم وبين بني الأصفر
هدنه فيغدرون بكم , فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر
ألفا. (185)
(20) الصدق منجاة :
في قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك , قال كعب بن مالك للنبي عليه
الصلاة والسلام : يا رسول الله إنما أنجاني بالصدق , إن توبتي أن لا أحدث
إلا صدقا ما بقيت. (196)
(21) الحلم والأناة خلتان يحبهما الله:
وكان وفد عبدالقيس لما قدموا المدينة جعلوا يتبادرون من رواحلهم فيقبلوا
يد النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتظر المنذر الأشج حتى أتى عيبته فلبس
ثوبيه , ثم أتى النبي عليه الصلاة والسلام ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام
إن فيك خلتين يحبهما الله : الحلم و الأناة ((205-206)
(22) الصدقة تجير من النار :
حث النبي عليه الصلاة والسلام على الصدقة فقال : ولو صاع , ولو بنصف صاع
, ولو بقبضة , ولو ببغض قبضة , يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة
ولو بشق تمرة (214)
(23) التعامل مع الناس بظاهر هم :
قام رجل غائر العينين فقال : يا رسول الله , اتق الله ، فقال النبي عليه السلام ,
ويلك ! أولست أحق أهل ألأرض أن يتقي الله؟! , فقال خالد بن الوليد ،: يا
رسول الله :ألا أضرب عنقه ؟ فقال رسول الله عليه السلام , لا , لعله أن
يكون يصلي , فقال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه؟,
فقال النبي عليه السلام : إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس , ولا أشق
بطونهم (227)
(24) إتباع هدى النبي عليه السلام والتآسي به:
وقد مكث رسول الله عليه الصلاة والسلام تسع سنين لم يحج , ثم أذن للناس
في العاشرة : إن رسول الله عليه الصلاة والسلام حاج , فقدم المدينة بشر
كثير , كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله عليه السلام ويعمل مثل عمله (228)
(25) غض البصر يقي من إغواء الشيطان :
أتت جارية شابة تستفتي النبي عليه الصلاة والسلام , فطفق الفضل
ينظر إليها , فوضع رسول الله عليه الصلاة والسلام يده على وجهه
فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر, فحول رسول الله عليه
الصلاة والسلام يده من الشق الآخر على وجه الفضل , يصرف
وجهه من الشق الآخر ينظر , فقال العباس : يا رسول الله
لم لويت عنق ابن عمك ؟ فقال الرسول عليه السلام : رأيت شابا
وشابة , فلم آمن الشيطان عليهما (240)
(26)الولاء لله ورسوله وللمؤمنين والبراء من الكفار والمشركين والمنافقين:
فال النبي عليه الصلاة والسلام : من كنت مولاه ، فإن عليا مولاه ، الهم وال من والاه
وعاد من عاداه (248)
(27) المعوذات حصن المسلم :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات (256)
(28) التحذير من الشركيات:
قال النبي عليه الصلاة والسلام : لعن الله اليهود و النصارى , اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (258)
(29) الصلاة وصية النبي عليه الصلاة والسلام :
قال أنس بن مالك رضي الله عنه كانت وصية الرسول عليه الصلاة والسلام حين حضره الموت
الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل رسول الله عليه الصلاة والسلام يغرر بها صدره وما كاد
يفيض لسانه
(30) انقطاع الوحي بموت النبي عليه الصلاة والسلام :
بكت أم أيمن لما علمت بوفاة النبي عليه الصلاة والسلام , فقال أبو بكر وعمر : ما يبكيك؟
ما عند الله خير لرسوله عليه الصلاة والسلام فقالت ما أبكي أن أكون أعلم أن ما عند الله
من خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء, فهيجتهما
على البكاء فجعلا يبكيان معها ( 271)
فأختم موضوعي يا إخوتي في الله أسأل الله أن يكون الموضوع ذا فائدة لكم
و لي ولسائر المسلمين أجمعين
والحمد لله رب العالمين
