knozeslamia--كنوز اسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق ياخذك الى الجنة
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
لقد تم بمشيئه الله تعالى افتتاح مؤسسة استديوهات كنوز اسلامية للانتاج والتوزيع الاسلامى للاستعلام يرجى الدخوول هناااا
 

 

 كتيب يابنتي _ الشيخ علي الطنطاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كنوز اسلامية
admin
admin
كنوز اسلامية


ذكر
عدد الرسائل : 3804
العمر : 32
بلدك : مصر
السٌّمعَة : 1
نقاط : 5028
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

كتيب يابنتي _ الشيخ علي الطنطاوي Empty
مُساهمةموضوع: كتيب يابنتي _ الشيخ علي الطنطاوي   كتيب يابنتي _ الشيخ علي الطنطاوي Emptyالأحد مارس 22, 2009 7:15 am

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحببت أن تكون مشاركتي الأولى في منتداكم المفيد هذا
بكتيب جميل جداً للشيخ المربي علي الطنطاوي
في هذا الكتيب كلمات للشباب و الفتيات
نطقها رجل حكيم محب لكل شاب و فتاة في عالمنا الإسلامية
مع تمناتي بالفائدة
و رجائي الدعاء
ماء






يابنتي







بسم الله الرحمن الرحيم







يابنتي

بقلم
علي الطنطـــــــاوي

دار المنــــــارة

المقدّمة
بسم الله , و الحمد دائماً لله , و الصلاة و السلام على رسول الله .
أنا أكتب و أخطب من ستين سنة , فما قدر لمقالتين نشرتهما من الذيوع ما قدر لهاتين المقالتين , و لا سيما مقالة ( يا بنتي ) , كتبتها و أنا أمشي إلى الخمسين , و أنا اليوم أقرع باب الثمانين , أسأل الله دوام الصحة و حسن الخاتمة و أن يجزي خيراً من يمدّ يديه من القراء و يقول : آمين .
طُبعت مقالة ( يا بنتي ) ستاً و أربعين طبعة علمت بها و لعلها طبعت غيرها و لم أعلم بها , فقد أبحت لمن يشاء أن يطبعها على أن يوزعها بالمجان .
و نحن نُهاجم اليوم من طريقين : طريق الشبهات , و طريق الشهوات . و الأول مرض أشد خطراً و أكبر ضرراً , و لكنه بطيء السريان فليس كل من تلقى إليه شبهة يقبلها , و لكن كل من تثار له من الشباب شهوة يستجيب لها , فهو مرض سريع الانتشار كثير العدوى , و إن كان يضني و لا يفني و يؤذي و لا يميت , و الأول كفر و هذا يوصل إلى الفسق .
و قد كتبت بعدها و حاضرت و أذعت و حدثت كثيرا كثيراً , و لكن بقي لهذه المقالة بفضل الله أثرها في نفس قارئها و قارئتها , أسأل الله أن ينفع بها و أن يثبني و يثيب ولدي و صهري محمد نادر حتاحت _ الذي ينشرها اليوم – عليها .
و لم أبدل فيها و لا في أختها ( يابني ) حرفاً . كيف و قد قرئت في الشرق و الغرب , و طبعت في الشام و الأردن و مصر و العراق , و ترجمت فيما علمت إلى أوسع لغتين انتشاراً و أكثر اللغات ناطقين بها : الإنكليزية و الأوردية , و صارت ملكاً للقراء فكيف أبدّل فيها ؟
و أنا أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم ....


مكة المكرمة
12 ربيع الأول 1406 هـ
علي الطنطاوي




يا بنتي

يا بنتي , أنا رجل يمشي إلى الخمسين , قد فارق الشباب و ودّع أحلامه و أوهامه , ثم إني سحت في البلدان , و لقيت الناس , خبرت الدنيا , فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني و تجاربي , لم تسمعيها من غيري .
لقد كتبنا و نادينا ندعو إلى تقويم الأخلاق , و محو الفساد , و قهر الشهوات حتى كلت منا الأقلام , و ملت الألسنة , و ما صنعنا شيئاً , و لا أزلنا منكراً , بل إن المنكرات لتزداد , و الفساد ينتشر , و السفور و الحسور و التكشف تقوى شرّته , و تتسع دائرته , و يمتد من بلد إلى بلد , حتى لم يبق بلد إسلامي – فيما أحسب – في نجوة منه , حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة , و فيه الغلو في حفظ الأعراض , و ستر العورات , فد خرج نساؤها سافرات حاسرات , كاشفات السواعد و النحور ......

ما نجحنا و ما أظن أننا سننجح ... أتدرين لماذا ؟

لأننا لم نهتد إلى اليوم إلى باب الإصلاح , و لم نعرف طريقه , إنّ باب الإصلاح أمامكِ أنتِ يا بنتي , و مفتاحه بيدك , فإذا آمنت بوجوده , و عملت على دخوله , صلحت الحال .
صحيح أن الرجل هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق الإثم , لا تخطوها المرأة أبداً , و لكن لولا رضاك ما أقدم , لولا لينك ما اشتد , أنت فتحت له و هو الذي دخل , قلتِ للص : تفضل .... فلما سرقك اللص , صرخت : أغيثوني يا ناس , سُرقتُ ... و لو عرفت ِ أنّ الرجال جميعاً ذئاب و أنتِ النعجة , لفررت منهم فرار النعجة من الذئب , و أنهم جميعاً لصوص , لا احترست منهم احتراس الشحيح من اللص .

و إذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها , فالذي يريده منك الرجل أعزِّ عليك من اللحم على النعجة , و شرٍّ عليك من الموت عليها , يريد منك أعز شيء عليك : عفافك الذي به تشرفين , و به تفتخرين , و به تعيشين , و حياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها , أشد عليها بمائة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ..... إي و الله , أحلف لكِِ مرة ثانية , و لا تصدّقي ما يقوله بعض الرجال , من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها و أدبها , و أنهم يكلمونها كلام الرفيق , و يودُّنها ودَّ الصديق , كذب و الله , و لو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم , لسمعت مهولاً مرعباً , و ما يبسم لك الشاب بسمة , و لا يلين لك كلمة , و لا يقدم لك خدمة , إلا و هي عنده تمهيد لما يريد , أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد .

و ماذا بعد ؟ يا بنت ؟ فكّري .

تشتركان في لذة ساعة , ثم ينسى هو , وتظلين أنت أبداً تتجرعين غصصها , يمضي ( خفيفاُ ) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها . و ينوء بك أنت ثقلُ الحمل في بطنك , و الهم في نفسك , و الوصمة على جبينك . يغفر له هذا المجتمع الظالم , و يقول : شابٌ ضلَّ ثم تاب , و تبقين أنت في حمأة الخزي و العار طول الحياة , لا يغفر لك المجتمع أبداً .

و لو أنك إذ لقيته نصبت له صدرك , و زويت عنه بصرك , و أريته الحزم و الإعراض ...... فإذا لم يصرفه عنك الصدّ , و إذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد , نزعت حذاءك من رجلك و نزلت به على رأسه , لو أنك فعلت هذا , لرأيت من كل من يمرُّ في الطريق عوناً لك عليه , و لما جرؤ بعدهـا فاجر على ذات سوار , و لجـاءك – إن كان صالحاً – تائبـاً مستغفراً , يسأل الصلـة بالحلال , جـاءك يطلب الـزواج .

و البنت مهمـا بلغت من المنزلة و الغنى و الشهرة و الجاه , لا تجد البنت أملها الأكبر و سعادتها إلاَّ في الـزواج , في أن تكون زوجاً صالحـة , و أمّاً موقرة , و ربـة بيت . سواء في ذلك الملكات و الأميرات , و ممثلات هوليود ذوات الشهرة و البريق الذي يخدع كثيرات من النساء . و أنا أعرف أديبتين كبيرتين في مصر و الشام , أديبتين حقـاً , جمع لهما المـال و المجـد الأدبي , و لكنهما فقدتـا الـزوج فقـدتا العقل و صارتا مجنونتين , و لا تحرجيني بسؤالي عن الأسماء إنهـا معروفة !!

الزواج أقصى أماني المرأة و لو صارت عضوة البرلمان , و صاحبة السلطان . و الفاسقة المستهترة لا يتزوجها أحد . حتى إن هي غوت و سقطت تركها و ذهب – إذا أراد الزواج – فتزوج غيرها من الشريفات , لأنه لا يرضى أن تكون ربّة بيته , و أمّ بنته , امرأة ساقطة !

و الرجل و إن كان فاسقاً داعراً , إذا لم يجد في سوق اللذات بنتاً ترضى أن تريق كرامتها على قدميه , و أن تكون لعبة بين يديه , إذا لم يجد البنت الفاسقة أو البنت المغفلة , التي تشاركه في الزواج على دين إبليس , و شريعة القطط في شباط , طلب من تكون زوجته على سنّة الإسلام .

فكساد سوق الزواج منكنَّ يا بنات , لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج و لا راجت سوق الفجور .....فلماذا لا تعملن , لماذا لا تعمل شريفات النساء على محارة هذا البلاء ؟ أنتن أولى به و أقدر عليه منا , لأنكن أعرف بلسان المرأة , و طرق إفهامها , و لأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفات الشريفات , البنات الصيِّنات الديِّنات .

في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجاً , لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات , و لعلّ مثل هذا في غير الشام أيضاً ....

فألفن جماعات منكن من الأديبات و المتعلمات و مدرسات المدرسة و طالبات الجامعة تعيد أخواتكن الضالات إلى الجادة , خوفنهن الله , فإن كن لا يخفنه , فحذرنهن المرض , فإن كن لا يحذرنه , فخاطبنهن بلسان الواقع , قلن لهن : إنكن صبايا جميلات فلذلك يقبل الشباب عليكن , و يحومون حولكن , و لكن هل يدوم عليكن الصبا و الجمال ؟ و متى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبية صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف بكن إذا صرتن عجائز محنيات الظهور , مجعدات الوجوه ؟! من يهتم يومئذ بكن ؟ و من يسأل عنكن ؟ أتعرفن من يهتم بالعجوز و بكرمها و يوقرها ؟ أولادها و بناتها , و حفدتها و حفيداتها . هنالك تكون العجوز ملكة في رعيتها , متوجة على عرشها على حين تكون ( الأخرى ... ) – أنتن أعرف بما تكون عليه !

فهل تساوي هذه اللـذة تلك الآلام ؟ و هل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ؟
و أمـثال هذا الكلام لا تحتجن إلى من يدلكنَّ عليه , و لا تعدمن وسيلة إلى هداية أخواتكن المسكينات الضالات , فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السالمات من مرضهن , و الناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن .
* * *
و أنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة المسلمة حقاً , لا , و إني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة , و لكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة , كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة , إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة , و رققتن الحجاب , و صبرتن الدهر الأطول تعملن لهذا الانتقال , و الرجل الفاضل لا يشعر به , و المجلات الداعرة تحثُّ عليه , و الفساق يفرحون به , حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الإسلام , و لا ترضى بها النصرانية , و لم يعملها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ , إلى حال تأباها الحيوانات .

إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها و ذوداً عنها , و على الشواطئ في الإسكندرية و بيروت رجال مسلمون , لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الأجنبي ّ , لا أن يرى وجوههنَّ .....و لا أكفهن ...... بل كل شيء فيهن !!
كل شيء إلاّ الشيء الذي يقبح مرآه و يجمل ستره , و هو حلقتا العورتين , و حلمتا الثديين ...

و في النوادي و السهرات ( التقدمية ) الراقية , رجال مسلمون يقدّمون نسائهم المسلمات للأجنبي ليراقصهن , يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر , و البطن البطن , و الفم الخدّ , و الذراع ملتوية على الجسد , و لا ينكر ذلك أحد , و في الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات , و لا ينكر ذلك الآباء المسلمون و لا الأمهات المسلمات , و أمثال هذا !!

و أمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد و لا بوثبة عاجلة , بل بأن نعود إلى الحقّ , من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل , و لو وجدناه الآن طويلاً و إن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبداً , و أن نبدأ بمحاربة الاختلاط , و الاختلاط غير السفور , أما كشف الوجه , إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة و العدوان على عفافها فأمره أسهل , ولعله أهون من هذا الذي نسمّيه في بلاد الشام حجاباً , وما هو إلا ستر العجائب , و تجسيم للجمال , و إغراء للناظر .

السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراماً متفقاً على حرمته , و إن كنا نرى الستر أحسن و أولى , و كان ستره عند خوف الفتنة واجباً , أما الاختلاط فشيء آخر , و ليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها , و إن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها , و أن تحييه إن قابلته في الترام , أو لقيته في الشارع , و أن تصافح البنت رفيقها في الجامعة , و أن تصل الحديث بينها و بينه , أو أن تمشي معه في الطريق , و تستعد معه للامتحان , و تنسى أن الله جعلها أنثى و جعله ذكراً ,
و ركّب في كل منهما الميل إلى الآخر , فلا تستطيع هي و لا هو و لا أهل الأرض جميعاً , أن يغيرا خلقة الله , و أن ( يساووا ) بين الجنسين , أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل .

و إن دعاة المساواة و الاختلاط باسم المدنية قوم كذابون من جهتين : كذابون لأنهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم , و إرضاء ميولهم , و إعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر , و ما يأملون به من لذائذ أخر , و لكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به , فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الألفاظ الطنانة , التي ليس وراءها شيء : التقدمية , و التمدن , و الفن , و الحياة الجامعية , و الروح الرياضية , و هذا الكلام الفارغ ( على دويّه ) من المعنى فكأنه الطبل .
و كذابون لأن أوربا التي يأتمون بها , و يهتدون يهديها , و لا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه , فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل , و لكن الحق ما جاء من هناك : من باريس و لندن و برلين و نيويورك , و لو كان الرقص و الخلاعة , و الاختلاط في الجامعة , و التكشف في الملعب و العري على الساحل , و الباطل ما جاء من هنا : من الأزهر و الأموي و هاتيك المدارس الشرقية , و المساجد الإسلامية , و لو كان الشرف و الهدى و العفاف و الطهارة , طهارة القلب و طهارة الجسد .

إن في أوربا و في أميركا , كما قرأنا و حدثنا من ذهب إليهما , أسراً كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط و لا تسيغه , و إن في باريز ( في باريس يا ناس ) آباء و أمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع شاب , أو يصحبنه إلى السينما , بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها , و أيقنوا بسلامتها من الفحش و الفجور , اللذين لا يخلو منهما مع الأسف واحد من هذه ( التهريجات ) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاماً !!

يقولون : إن الاختلاط يكسر شرَّة الشهوة , و يهذب الخلق , و ينزع هذا الجنون الجنسي . و أنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس , روسيا التي لا تعود إلى دين , و لا تسمع رأي و لا قسيس , ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها ؟

و أميركا , ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة إزدياد نسبة ( الحاملات ) من الطالبات ؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر و الشام , و سائر بلاد الإسلام مثل هذه المشكلة .

و أنا لا أخاطب الشباب , و لا أطمع في أن يسمعوا لي , و أنا أعلم أنهم قد يردّون عليّ و يسفهون رأيي , لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقاً , ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات , يا بناتي الشريفات العفيفات , إنه لا يكون الضحية إلا أنتن , فلا تقدّمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس , لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية و المدنية و التقدمية و الفن و الحياة الجامعية , فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له و لا ولد , و لا يهمه منكن جميعاً منكن جميعاً إلا اللذة العارضة , أما أنا فإني أبو بنات , فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي , و أنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن .

إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب , و لا يرجع لها شرفها المثلوم , و لا يعيد لها كرامتها الضائعة , و إذا سقطت البنت لم تجد واحداً منهم يأخذ بيدها , أو يرفعها من سقطتها , إنما تجدهم جميعاً يتزاحمون على جمالها , ما بقي فيها جمال عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم !
* * *
هذه نصيحتي إليك يا بنتي , و هذا هو الحق فلا تسمعي غيره , و اعلمي أن بيدك أنت , لا بأيدينا معشر الرجال , بيدك مفتاح باب الإصلاح , فإذا شئتِ أصلحتِ نفسكِ و أصلحتِ بصلاحك الأمة كلها .

و السلام عليكِ و رحمة الله
علي الطنطاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتيب يابنتي _ الشيخ علي الطنطاوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
knozeslamia--كنوز اسلامية :: §( مـنـتـديات الـمـرأة الـمـسـلـمـة والأسـرة)§ :: منتدى الأجتماعي والأسري-
انتقل الى: