كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: عقيدة المسلم في الصحابه رضي الله عنهم الأربعاء مارس 11, 2009 11:13 am | |
| عقيدة المسلم في الصحابةـ رضي الله عنهم سالم بن سعد الطويل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن للمسلم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة يجب أن يعتقدها ولا يجافي عنها ولا يغلو فيها، ولعلي ألخص في نقاط أهم ما يجب أن نعتقده في الصحابة رضي الله عنهم: ـ1 كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ولو لحظة ومات على ذلك فهو صحابي، وهم يتفاوتون تفاوتاً كبيراً لكن لا نخرج أحداً منهم من وصف »الصحبة« اجتمعت به هذه الشروط:
لقي النبي صلى الله عليه وسلم احترازاً ممن لم يلقه ولو كان مسلماً.
مؤمناً به احترازاً ممن لقيه ولم يؤمن به من المشركين.
مات على ذلك احترازاً ممن ارتدَّ عن الإسلام. ـ2 انهم خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين لقوله تعالى كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةي أُخْرًجَتْ لًلنَّاسً [آل عمرانـ 110]، ولا شك أن الصحابة هم أولى من يدخل في هذه الآية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم »خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...« [متفق عليه]. وأخرج البخاري في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال »خير الناس قرني«. وقال ابن مسعودـ رضي الله عنهـ:» إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه وبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه« [رواه أحمد وسنده حسن]. ـ3 أن الله تعالى قد رضي عنهم ورضوا عنه، قال تعالى وَالسَّابًقُونَ الأَوَّلُونَ مًنَ الْمُهَاجًرًينَ وَالأَنصَارً وَالَّذًينَ اتَّبَعُوهُم بًإًحْسَاني رَّضًيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتي تَجْرًي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالًدًينَ فًيهَا أَبَداً ذَلًكَ الْفَوْزُ الْعَظًيمُ [التوبةـ 100]، ومما يعتقده كل مسلم أن الله تعالى يعلم الغيب وما سيبقى عليه الصحابةـ رضي الله عنهمـ من الإيمان والاستقامة فرضي عنهم، فمن قال إنهم ارتدوا وكفروا إلا نفرا قليلا منهم فقد كذّب الله وطعن بعلمه تعالى الغيب!! ـ4 أن الله تعالى لا يقبل من الإيمان إلا ما كان كإيمان الصحابة، قال تعالى وَإًذَا قًيلَ لَهُمْ آمًنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمًنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إًنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكًن لاَّ يَعْلَمُونَ [البقرةـ 13]، ففي هذه الآية أمر الله تعالى المنافقين أن يؤمنوا إيماناً كإيمان الناس وهم الصحابةـ رضي الله عنهمـ لأن عند نزول القرآن ما كان ثمَّ مؤمن سواهم، وإيمان الصحابة هو المرضي الذي ذكره الله تعالى في أول سورة البقرة، فهم المتقون الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم المهتدون المفلحون، فلما طالب الله تعالى المنافقين أن يؤمنوا كإيمان الصحابة علمنا أن إيمان الصحابة مرضي عند الله تعالى وأن إيمانهم هو الإيمان المنجي، وهو الإيمان النافع. وقد أمر الله تعالى أهل الكتاب من اليهود والنصارى بما أمر به المنافقين فقال تعالى فَإًنْ آمَنُواْ بًمًثْلً مَا آمَنتُم بًهً فَقَدً اهْتَدَواْ وَّإًن تَوَلَّوْاْ فَإًنَّمَا هُمْ فًي شًقَاقي فَسَيَكْفًيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمًيعُ الْعَلًيمُ [البقرةـ 137]. ـ5 الصحابة كلهم عدول وقد زكاهم الله تعالى في آيات كثيرة من كتابه، قال تعالى مُّحَمَّدي رَّسُولُ اللَّهً وَالَّذًينَ مَعَهُ أَشًدَّاء عَلَى الْكُفَّارً رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مًّنَ اللَّهً وَرًضْوَاناً سًيمَاهُمْ فًي وُجُوهًهًم مًّنْ أَثَرً السُّجُودً ذَلًكَ مَثَلُهُمْ فًي التَّوْرَاةً وَمَثَلُهُمْ فًي الْإًنجًيلً كَزَرْعي أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقًهً يُعْجًبُ الزُّرَّاعَ لًيَغًيظَ بًهًمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذًينَ آمَنُوا وَعَمًلُوا الصَّالًحَاتً مًنْهُم مَّغْفًرَةً وَأَجْراً عَظًيماً [الفتحـ 29]، وفي هذه الآية أثنى الله تعالى على جميع الصحابة من المهاجرين والأنصار، وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على عدالة الصحابة جميعاً وممن نقل ذلك الحافظ ابن عبد البر والحافظ ابن كثير وغيرهما كثير. ـ6 أنهم بشر يصيبون ويخطئون، نحبهم ونواليهم، ونعادي من يعاديهم، ليس فيهم من معصوم، ولا من يعلم الغيب، وليس لهم من خصائص الربوبية ولا الإلوهية بشيء. ونمسك عن الكلام فيما شجر بينهم فهم بين مجتهد مصيب له أجران، ومجتهد مخطئ له أجر واحد. ـ7 أن سبهم وشتمهم من الكبائر ويستحق من سبهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدريـ رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم »لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه«. أخي القارئ.. أختي القارئة، هذه أهم مسائل الاعتقاد في الصحابة التي يجب على كل مسلم أن يعتقدها، والله أعلم. والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. | |
|