كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: بيت الله الحرام وعدم جواز دخول مكة إلا بإحرام الخميس مارس 12, 2009 5:43 am | |
| أوجب الله سبحانه وتعالى على كل من يدخل مكة المكرمة أن يكون مهلا بالإحرام لكونها أشرف بقاع الأرض ولمغايرتها كافة البلدان فعلى ترابها وضع الله بيته الحرام لكافة الخلق من الإنس والجان لذا : لا ينبغى لأحد من خلق الله دخولها دون إحرام فقد قال مالك الملك والملكوت
(هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا )
وبلد الله الحرام هى : بكة وبكة : هى مكة ومكة : هى أم القرى يقول عزت قدرته وجلت حكمته
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ)
والبيت الحرام هو البيت المحرم وهو البيت العتيق و هو المسجد الحرام و هو الكعبة المشرفة و هو البيت المعمور
بوأه الله لجد الأنبياء وإمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام فبان موضعه لنبى الله ورسوله وصفى الله وخليله يقول الله جل علاه
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ) ***** فأتى سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل وأسكنهما بجواربيت الله طاعة لأمر الله الذى إليه قد أوحاه **** أسكنهما فى واد خال من الحياة أسكنهما بجوار البيت الذى لا حسيس فيه ولا أنيس أسكنهما فى مكان لا زرع فيه ولا ماء أسكنهما بجوار نقطة ارتكاز الأرض والسماء ********** و تقريرا بالحال ودون سؤال دعا نبى الله ربه وناجاه فقال
(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ )
****** والتزمت زوجة خليل الله هى وابنها ورضيعها سيدنا إسماعيل عليه السلام بجوار البيت الذى حرمه الله فهى ترى ما تراه لا ماء ولا رزق ولا حياة ******* وقامت تبحث لوليدها على ما قد يسد الرمق أو يروى الظمأ فطافت حول الكعبة طافت لعلها تجد ماء أو رزقا من الله ******************** فمشت حتى ارتقت إلى جبل الصفا ناظرة إلى بيت الله وهبطت إلى بطن الوادى ساعية ومهرولة وهى لا ترى إلا الكعبة التى حرمها الله ثم ارتقت إلى جبل المروة ونزلت *** فراحت وجاءت وذهبت وعادت إلى أن رأت الأمر الذى وهبه الله جل علاه : رأت سبيل الحياة رأت ماءا نبع فى هذه البيداء رأت ماءا تفجر بأمر رب الأرض والسماء رأت ماءا وأى ماء *** إنه ماء زمزم ماء لا شبيه له ولا مثيل ماء نبع بقدرة العزيز القدير ماءا عذبا صافيا ومعينا متدفقا راويا للظمأ و سادا للرمق ******************* فشربت وروت شربت وارتوت ********************** ودبت الحياة ******* ونادى سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه ودعاه
(رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
فهوت القلوب إلى هذا الوادى وهوت النفوس وأتى الناس يأنسون ويؤنسون وتآلفوا وتعارفوا حتى أصبح البيت لهم ولغيرهم هو الملجأ الأمين والحصن الحصين والملاذ لكل الخائفين يقول سبحانه وتعالى
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً )
وآمنوا بوحدانية الله وصدقوا بنبى الله فكانوا لله موحدين وحول البيت عاكفين وله طائفين يتنعمون بالأمن والأمان و ينعمون خلافا لكل ما حولهم من بلدان **** وظل الناس يهوون وسيظلوا حتى يوم الدين يقول رب العالمين
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)
واستجابة لدعاء صفى الله وخليله ونبى الله ورسوله صارت مكة المكرمة بلدا آمنا
وأسبغ الله عليها فضله ونعمته ومنه وبركته وسيظل هذا الفضل والإنعام على أهلها وعلى كل من أهل لها بالإحرام
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )
************ وشب سيدنا إسماعيل عليه السلام بجوار بيت الله الحرام وبلغ من سعيه ما بلغ ****** ورأى سيدنا إبراهيم عليه السلام ما رأى رأى رؤيا فى المنام ( ورؤيا أنبياء الله وحى من الله جل علاه ) كانت الرؤيا التى أراها الله لنبيه ورسوله : هى أن يذبح ولده إسماعيل يقول سبحانه وتعالى
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ )
أمر من الله ******* بلاء وابتلاء للإبن وأباه ******** وأخبر سيدنا إبراهيم سيدنا إسماعيل عليهما السلام فقال له :
( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ .. فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى )
وما كان قول سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل : (فانظر ماذا ترى ) إلا عطفا ورحمة من أب على إبنه ***** ما كان قول سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل : (فانظر ماذا ترى) إلا شفقة ورقة من والد على ولده ***** فلا نظر ولا رؤية فيما أمر وأوحى به الله ****** وقال سيدنا إسماعيل عليه السلام :
(قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) قالها طاعة لله وقالها طاعة للرسول المرسل من الله وقالها طاعة من إبن لأباه بل وواسى والده وآثر بلاء أبيه على البلاء الذى هو فيه فقال
(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
****************** وأسلم كل منهما أمره إلى الله ******************
أسلم سيدنا إبراهيم عليه السلام : بأن أتى بسكينه وألقى ولده على جبينه وأسلم سيدنا إسماعيل عليه السلام : بأن يذبح بيد أبيه ويلقى بإرادته ما سيلاقيه
أسلما لله دون سؤال أو إبتهال أسلما لله دون دعاء أو حتى تقرير حال يقول الله جل علاه
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)
************* حين هم نبى الله بتنفيذ أمر ووحى الله إذا بنداء الله يخبره بتصديق رؤياه وأن الله لابنه قد فداه
(وناديناه أن ياإبراهيم قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)
******* ولم يكن من فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام بعد هذا الفداء : إلا فداء سيدنا ونبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم **** ومن بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يقوم بهذا الفداء إلا كل من آمن بدين الله ******** ونشأ سيدنا إسماعيل عليه السلام بجوار حرم الله واصطفاه الله لنبوته وقام مع أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام برفع قواعد البيت الحرام يقول سبحانه وتعالى
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ )
وعهد الله إليهما تطهير بيت الله
(وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ******* ولم يعهد هذا التطهير بعد ذلك إلا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله لنبى الله ومصطفاه
(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
****************** واعلم أنه لم يكن هناك أى عدوان فى أى زمان على بيت الله الحرام
فمن نوى أو انتوى أى سوء لحرم الله أو من جال برشده أو خطر بباله أى مكروه ببيت الله أذله الله ومحاه يقول مالك الملك والملكوت وصاحب العز والجبروت
( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ***** وهذا ما وقع لأصحاب الفيل حين طاف على أهوائهم وأضمروا بعقولهم كيدا لبيت الله حين انتووا أن يهدموه وهموا ليقصدوه ذاقوا الذل والهوان ذاقوا العذاب والعقاب ذاقوا ما لا نعلمه وما لا يمكن أن نعلمه ذاقوا ما ذاقوا من المرار والدمار ذاقوا ما لا نستوعبه ومالا يمكن أن نستوعبه
يقول الواحد القهار و العزيز الجبار
(ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)
****** فكل من أرا د أو يرد وكل من نوى أو انتوى أى ظلم أو كيد لبيت الله الحرام فسيحيق به ما يحيق وسيقع به ما سيقع ****** واعلم أن بيت الله منذ أن وضعه الله لم يتوله إلا من كان موحدا بالله لم يتول سدانته أو عمارته أورفادته إلا من قال لاإله إلا الله فلم يتوله مشرك أو ضال
(وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ )
************************************************** ****************** ************************************************** **************************** | |
|