كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: قصة الجمل وسرقة الاموال الخميس مارس 12, 2009 12:23 pm | |
| قصة جمل وسرقة أموال الناس أولياء الله هم أهل التقى والصلاح الذين زهدوا في حطام الدنيا الفاني، الذين لا يتطلعون إلى الظهور ولا يحبون أن يقدسهم الآخرون ويشتغلون بصلاح أنفسهم وإصلاح غيرهم، فرؤيتهم تذكر بالآخرة وكلامهم ذكر لله فهم يعبدون الله محبة له ورغبة ورهبة، وينتظرون جزاء الآخرة فلهم الأمن والرضا من رب العالمين، قال تعالى (أَلا إًنَّ أَوْلًيَاء اللّهً لاَ خَوْفي عَلَيْهًمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (الَّذًينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) [يونس: 62-63].
العالم المتقي نفعه متعدي للآخرين
أهل التقى من العلماء ودعاة الحق علمهم بأحكام الإسلام خير وبركة عليهم فهم يعملون بها في حياتهم، وتظهر آثار الخشية من الله في سلوكهم، وعلمهم ودعوتهم خير وبركة على غيرهم فهم يسعون في تعليم الناس ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم ومن علامات صدق الداعية أنه لا يطلب بدعوته مكاسب مادية قال تعالى (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهً أَجْراً إًنْ هُوَ إًلاَّ ذًكْرَى لًلْعَالَمًينَ ) [الأنعام-90] وهؤلاء العلماء والدعاة لهم الاجلال والاحترام.
علماء السوء ودعاة الباطل يطلبون بدعوتهم المكاسب الدنيوية
عالم السوء يدعو الناس إلى تقديسه ويضفي على نفسه هالة من التعظيم لم تشرع له، وهذا الصنف من علماء السوء ودعاة الباطل يتخبطون في دين الله ويحرفون النصوص الشرعية بما يخدم مصالحهم الخاصة، وإن أدى ذلك إلى وقوع الناس في الشرك وإحيائهم للبدع المحدثة وارتكاب الناس لما حرم الله وكل ذلك يحدث بناء على دعوتهم وفتاواهم المضللة، وهم بدعوتهم يريدون اختلاس أموال الناس، قال تعالى (إًنَّ الَّذًينَ يَشْتَرُونَ بًعَهْدً اللّهً وَأَيْمَانًهًمْ ثَمَناً قَلًيلاً أُوْلَـئًكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فًي الآخًرَةً وَلاَ يُكَلًّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إًلَيْهًمْ يَوْمَ الْقًيَامَةً وَلاَ يُزَكًّيهًمْ وَلَهُمْ عَذَابي أَلًيمي) [آل عمران-77].
قصة جمل
يروى أن رجلين ذهبا إلى سفر ولم يكن معهما إلا جمل لحمل الزاد والركوب عليه، وفي أثناء الطريق مرض الجمل ثم مات وكان موت البعير بجانب قرية، فانقطع بهما السفر فلا زاد ولا راحلة، فقال أحدهما لصاحبه: ما رأيك أن ندفن الجمل، ونخبر أهل القرية بأن المدفون هو صاحب لنا وهو ولي من أولياء الله، ثم ندعوهم لزيارته والذبح له، والنذر ودفع القربات، وبذلك نوفر لنا عملاً نقتات منه، ونجمع الأموال حتى نكمل السفر ونستطيع الرجوع إلى بلدنا، توجه الرجلان إلى القرية وقاما بإقناع الناس، وما هي إلا أيام حتى كثر الزوار لقبر الولي جمل، وسدنة الضريح يقومان بالاستفادة من الذبائح وأخذ أموال النذور والقربات المقدمة من الزوار، استمر الوضع ردحاً من الزمن وكثرت الأموال لديهما، فقال أحدهما لصاحبه: سأذهب لزيارة اهلي وأعود وتجلس أنت عند الضريح لاستقبال الزوار وأخذ الأموال حتى لا تنقطع مصلحتنا سافر الرجل وترك صاحبه وبعد زيارته لأهله رجع لصاحبه الذي كان عند قبر الجمل ثم سأله عن المبلغ الذي جمعه خلال غيابه لكي يحصل على نصيبه منه فأخرج له مبلغاً من المال وقال هذا الذي جمعته فترة غيابك، فاعترض عليه من جاء من السفر وقال: قد كنا نجمع أكثر من هذا واتهمه بالسرقة من المال، فدافع عن نفسه المتهم بالسرقة الذي مكث عند قبر الجمل وقال: وحياة الشيخ جمل لم أنقص من المال شيئاً، فرد عليه صاحبه مستهجنا: يا كذاب يا نصاب كيف تقسم بالجمل وتزعم أنه ولي، أنسيت أنه جملنا الذي مات فدفناه واحتلنا على الناس وخدعناهم لأكل أموالهم أتريد أن تخدعني؟ لن تستطيع لأنني أعلم الحقيقة.
اعملوا بهذه النصائح حتى لا تنخدعوا 1- لا تتعلقوا بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر فالله خالق الأسباب ومسخر البشر ومقسم الأرزاق وميسر الأمور وكل شيء قال تعالى (إًنَّا كُلَّ شَيْءي خَلَقْنَاهُ بًقَدَري ) [القمر-49]. 2- اتجهوا بأعمالكم إلى الله فهو المعبود بحق وحده لا شريك له وهذا معنى (لا إله إلا الله) فلا ترجو غيره ولا تقدموا القربات لغير الله. 3- ابتعدوا عن تقديس أحد من البشر سواء الأحياء أو الأموات. 4- احذروا من الشرك المحبط للعمل قال تعالى ( لَئًنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مًنَ الْخَاسًرًينَ ) [الزمر-65]، ومن الشرك الذبح لغير الله والنذر لغير الله ودعاء الأموات والأولياء والطواف بالقبور ومن الشرك الحلف بغير الله، فهناك من يحلف بأسماء رجال صالحين وهذا لا يجوز قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك) [رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم]. 5- لا تذهب للمزارات والأضرحة، ومن أراد شد الرحال للعبادة فليذهب إلى المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، ليعبد الله بالصلاة في هذه المساجد التي ضاعف الله فيها أجر الصلاة. 6- المال نعمة من الله وبه قوام الحياة فانفقوه في وجوهه المشروعة وقدموا منه قربة إلى الله ولا توزعوه لدعاة الباطل ولا للسحرة والمشعوذين ومن يدعي أن عنده علاج الأمراض المستعصية وهو لا يحسن في الطب شيئا فاحفظوا أموالكم. 7- على المتعلم والمثقف أن يطلب العلم الشرعي المستند إلى الكتاب والسنة ويتفقه في دينه حتى يعرف الحق من الباطل وعليه أن يعلم الجاهل الذي يصعب عليه التمييز، حتى لا يقع فريسة لدعاة الباطل. 8- احذروا من علماء السوء ودعاة الباطل، واسألوا عن مصادر علمهم وعن أخلاقهم وسلوكهم وبأي طريق يكتسبون أموالهم، وتعرفوا إلى أهدافهم حتى يتضح لكم المصلح من المفسد، فإذا اتضح الأمر وبان زيغهم فلا تتبعوهم فإنهم لن يغنوا عنكم يوم القيامة شيئا قال تعالى (وَإًذْ يَتَحَاجُّونَ فًي النَّارً فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لًلَّذًينَ اسْتَكْبَرُوا إًنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصًيباً مًّنَ النَّارً قَالَ الَّذًينَ اسْتَكْبَرُوا إًنَّا كُلّي فًيهَا إًنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعًبَادً) [غافر: 47-48]، وندعو كل عالم سوء ودعاية باطل إلى التوبة إلى الله وترك ما هو عليه والرجوع إلى الله وعدم إضلال الناس وإن كنا نظن أن ذلك صعب الوقوع لكنه ليس بمستحيل فعليه ألا يهتم لما سيفوته من مكاسب مادية محرمة فإن صدق في التوبة فسيعوضه الله وسيبدل سيئاته حسنات ويختم له بالخير ويكون مآله إلى الجنة وما عند الله خير وأبقى. نسأل الله أن يبصرنا بالحق ويرزقنا اتباعه وأن يكشف لنا الباطل ويرزقنا اجتنابه والحمد لله أولا وآخر وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
عبد الرحمن بن ندى العتيبي | |
|