من صفاة الدعاة

موضوع: من صفاة الدعاة السبت مارس 14, 2009 5:51 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه

وبعد

لعل طريق الدعوة الى الله تعالى من اصعب الطرق واوعرها واكثرها تعرجا واشدها عوائقا لما يعتري الداعية من مشاكل ومصاعب بداية بالمال الى الاضطهاد وقد تصل الى فقدان حياته احيانا وعلى الداعية ان يكون اكثر وعيا وان لا يلدغ من جحر مرتين

لكن في المقابل ان هذه المتاعب الشاقة لا تذهي سدى عند الله تعالى بل يجازي الله تعالى عبده الداعية اوفر الجزاء قال تعالى {ومن احسن قولا من من دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المحسنين}

حيث ان للداعية الاجر المتواصل لكل من دعاه فمن اسلم او اهتدى يكون له بقدر اجر الذي دعاه من غير ان ينقص من اجورهم شيء قال عليه الصلاة والسلام {من دل على خير فله مثل اجر فاعله } وان من التوجيهات المهمة للداعية ان يوجه اخوانه الدعاة الى اقصر الطرق للوصول الى قلوب المدعويين من البداية باهم شيء وهو العقيدة الصحيحة الى التدرج في الدعوة وطرق كسب الاخرين وقليل دائم خير من كثير منقطع و و الخ

ذكر الدكتور عبد الكريم بكار قصة لداعية في ماليزيا او اندنوسيا على مااتذكر اسلم على يد هذا الداعية 60000 شخص من ذوي الاصول الصينية وقد تحدث عن كيفية اسلام كل هذا العدد في وقت قصير فقال : فقال اول ما بدات قرات 200 كتاب في الثقافة الصينية من ادب وشعر وقصص ونحوها فعرفت اسهل الطرق وايسرها الى قلوبهم وعرفت مواطن القوة والضعف فسهلت الي دعوتهم والحمد لله ....انتهى {من كلام الدكتور عبد الكريم بكار حوار على قناة المجد الفضائية}

يالسعادة هذا الرجل الذي كان استاذه الاول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمه ان الحكمة ضالة المومن انى وجدها فهو احق بها } علمه لا بد مكن تعلم اي علم نافع حتى لو كان مصدره من من غير المسلمين وعلمه لابد للداعية ان يعرف مواطن القوة والضعف في الشخص الذي يدعوه وعليه ان ينزل الناس منازلهم روى مسلم في مقدمة صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت {امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننزل الناس منازلهم } وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ارسل رسالة الى ملك انزله منزلته فمن ذلك مثلا {من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي كل ذي حق حقه ما كان يوم بدر حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان المطعم بن عدي حيا لاهديته هؤلاء النتنى وكان المطعم قد اجاره بعد عودته من الطائف

وينبغي ان لا يكون الداعية ثقيلا كئيبا فضا غليظ القلب بل عليه ان يمزح ولا يقول في مزاحه الا حقا وعلى الداعية ان يكون متلطفا مرفقا بالذي يريد دعوته قال تعالى مخاطبا موسى وهارون عليهما السلام حينما ارادوا ان يدعوا فرعون الطاغية {فقولا له قولا لينا لعله يتذر او يخشى} كما ويجب ان يقدم الداعية شيء من الهدايا ولو كان ذلك سواك او نحوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {تهادوا تحابوا} وعلى الداعية ان يكون قدوة حسنة وصاحب اخلاق عالية من تواضع وحلم وصدق وطلاقة وجه وصبر وان يكون مخلصا و يقدم الخدمات للاخرين ويقضي حوائجهم ان استطاع وان يكون ميسرا لا معسرا ومبشرا لا منفرا وان يكون مرغبا قبل ان يكون مرهبا وان لا يستعجل استجابة الاخرين له لان الزمن جزء من العلاج وان يكون زاهد وباختصار {ان يقبل على كل خير وان يدبر عن كل شر} وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم من صفاة الدعاة Smile