كيف أكون داعية

الحمد لله حق حمده حمداً يوافي نعمه ويكافيء مزيده ، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ،سبحانك اللهم لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين .


ندعوا إليه بعد أن نتحلى به عقيدة ، وخلقاً ،سلوكاً ، ولا ننسى أن نغذي أفئدتنا خلال ذلك بأسباب الرغبة في ثواب اللهِ والرهبة من عقابه ، والمراقبة الدائمة له .
ندعوا إليه من منطلق الشفقة على عباد الله جميعاً كي لا يقعوا غداً في الآلم كاوية من الندامة التي لا تغنيهم شيئاً. فإن ربَّ العالمين جلَّ جلاله ما دعا عباده إلى دينه هذا إلا رحمة بهم وحباً لإسعاده فأولى بك وأنت جندي تدعوالناس بدعوته، ألا تدافعك إلى ذلك إلا الرحمة والشفقة والغيرة عليهم .
ندعو العقول عن طريق الحجة والبرهان إلى اليقين بعقائد الإسلام وندعو النفوس عن طريق منهاج التزكية النفسية إلى الالتزام سلوك الإسلام ولن ننجح في ذلك إلا بعد أن نبدأ فنزكي نحن نفوسنا من أوضارها وأمراضها جهدَّ استطاعتنا .
نركل من طريق ما بيننا وبين الآخرن كل عصبياتنا وأنانيايتنا ورغباتنا في الأنتصار للذات حتى تتاح الفرصة لهم أيضا أن تفعلوا مثل ذلك فيخوا عصبياتهم وأنانيتهم عن طريق حتى تنفذ إليهم كلمة العلم والحق صافية سائغة. لا نخالط بأعمال الدعوة شوائب المعوقات و زوائد الشهوات والأهواء ، ولا نشغل بال الناشئة بها فإنها لا توقعهم إلا في رَهَق لا جدوى منه ، ولا تعود إليهم إلا ببلابل فكرية تورث الفتنة ولا تحقق الخير .
سلاح الداعي إلى الله :
أولا: العلم بكتاب الله تعالى وسنَّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، وما أجمع عليه سلف هذه الأمة .
ثانياً : العاطفة الإسلامية التي غذيت بالعلم وارتبطت بحدوده فمن حمل لولاء الدعوة إلى الله بدفع من عاطفيه وحدها لا يسلم من الوقوع في غواية أو إغواء ومن حملٍ لواءه بدفع من علمه المجرد لا يعدو أن يكون مفتياً يضع أمام الناس قائمة أحكام الحلال والحرام ، وتعليم الأحكام ، يختلف عن الدعوة إلى الإسلام .
شعار العبد الذي أخلص في الدعوة إلى الله هو قوله عز وجلّ : " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) سورة الغاشية ، فهو يؤدي بعمله وظيفة كلفه الله بها .
أمّا هداية الناس واستجابتهم له فشيء مناطه الإرادة الربانية التي على اساسها تدبير الأمور.
سلاح القائم بدعوة الله ، كثير ذكر ودعاء ، وتضرع وبكاء ، وكثير استغفار في الاسحار، وتلاوة للقرآن الكريم ، وحراسة دائما للقلب ألا تسيطر عليه الأهواء وكل التدابير الأخرى ، على أهميتها ، إنما يأتي وراء ذلك .
واخيراً ، مقياس القرب إلى النجاح ، أمام الداعي إلى الله ، هو قول الله عز وجلّ :"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " (11) سورة الرعد ، فقدر ما تشيع الاستقامة ويتوفر الصدق والأخلاق في حياة الأفراد تنهض دعامة جديدة بتوفيق الله في بناء المجتمع الإسلامي المنشود.
والله المستعان وعليه الاتكال
وآخر دعونا إن الحمد لله ربّ العالمين
أخوكم يوسف
لا تنسوه من دعائكم