كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: طوفان نوح - عليه السلام - كان بالماء العذب !! الثلاثاء مارس 17, 2009 9:35 am | |
| --------------------------------------------------------------------------------
فلك نوح
بخلاف سابقيه من الكتب، تحدى القرآن الكريم بالإبقاء على سفينة نوح، وأن ذلك يعد آيةً من آيات الله، فقد قال تعالى : { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) } [ القمر ] . سياق الآيات لا يحمل لبسًا أن الضمير في: { تَرَكْنَاهَا } يعود إلى السفينة فهي ذات الألواح والدسر، وهي التي جرت بأعين الله { جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ } .
صورة لمكان السفينة على جبل الجودي في تركيا
التفاسير
أغلب التفاسير فسرت الضمير في كلمة : { تَرَكْنَاهَا } المذكورة في الفقرة القرآنية السابقة على أنه يعود إلى السفينة ، وذكروا ذلك نقلًا عن قتادة بأن الله تعالى أبقاها حتى رآها صدر الأمة الإسلامية، نجد ذلك في تفسير ابن كثير والطبري وغيرهما، الحق أن من هذه التفاسير ما رأى أن الضمير عائد على القصة نفسها والعبرة منها، مثل تفسير "في ظلال القرآن "، ومنها ما ذكر أن الضمير قد يعود على السفينة أو القصة أو جنس السفن ؛ أي أبقى الله جنس السفن من بعد سفينة نوح تحمل الناس حتى يومنا ، الرأي الأخير ذكره الألوسي و غيره .
أما أجمل ما كتب في هذا الأمر فنجده في تفسير " التحرير والتنوير " لابن عاشور الذي ذكر أن : " ضمير المؤنث - في كلمة { تَرَكْنَاهَا } - عائد إلى{ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} ، أي السفينة . والترك كناية عن الإِبقاء وعدم الإِزالة "، ثم استشهد بقوله تعالى: { وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً } في سورة الذاريات ( 37 ) , حيث عبر القرآن عن الإبقاء على بقايا قرى لوط الهالكة بالترك . و لقد أكد القرآن الكريم ذلك في موضع آخر :{ وَ لَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [العنكبوت: 35 ] . يقصد قوم لوط أيضاً، ولقد ثبت بقاء بعض من قرى لوط ، ولقد أكد القرآن الكريم أن الإبقاء والترك هنا لسفينة نوح في موضع آخر: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ }[ العنكبوت: 15 ] . أي جعلنا السفينة و بقاءها معجزة يراها الناس .
تحدي القرآن الكريم بالإبقاء على سفينة نوح يذكرنا بتحديه بالإبقاء على جسد فرعون موسى : { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } [ يونس: 92] . و ها نحن نجد جسده حتى اليوم .
{ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ }
آثار الألواح الخشبية في طابع السفينة بالجودي
لوح خشبي متحجر يلاحظ أنه على هيئة مسطحة غير اسطوانية (مثل جذوع الأشجار) كما وصف القرآن الكريم
حفرية لدسار معدني في تكوين السفينة
اكتشاف السفينة
و لقد تم بالفعل اكتشاف بقايا سفينة نوح وطابعها – كما تنبأ القرآن الكريم – فوق جبل في بلاد الأكراد جنوب تركيا على بعد 8كم من حدود العراق، وذلك على يد بعثة علمية قادها عالما آثار أمريكيان هاويان هما : " رون وايات " و " ديفيد فاسولد " بعد عمل طويل منذ عام 1978م .
فيلم "رون وايات" الوثائقي يحدد موقع السفينة بالجودي وهو في الإطار
طوفان نوح - عليه السلام - كان بالماء العذب
طوفان نوح - عليه السلام - كان بالماء العذب تمييزاً له عن العديد من صور الطغيان البحري الذي تعرضت له الأرض عبر تاريخها الطويل , و على الرغم من ذلك يأتي اثنان من علماء فيوزياء الأرض الأمريكيين في سنة 199 م , و هما وليام ريان والتربتمان ليجزما بأن الطوفان كان بماء البحر , و ذلك في كتابهما المعنون طوفان نوح : الاكتشافات العلمية الجديدة عن الحدث الذي غير مجرى التاريخ , و يؤكد هذان العالمان أن ما وصفاه من طوفان بحري فوق بحيرة من الماء العذب كان حدثاً طبيعياً لا علاقة له بما جاء من أخبار قوم نوح - عليه السلام - :
و في هذا المؤلف يقول الكاتبان أن هذا الحدث قد تم قبل 7600 سنة حين أدى إرتفاع منسوب الماء في البحار و المحيطات إلى إندفاع هذا الماء المالح من البحر الأبيض المتوسط عبر وادي البوسفور ليدمر كل شيء مر به , و يؤدي إلى عدد من الهجرات البشرية الكبيرة , و لكن الاكتشاف لسفينة نوح - عليه السلام - في أعلى قمة جبل الجودي مطمورة وسط رسمك هائل من رسوبيات الماء العذب التي تمتد من جنوب تركيا إلى رأس الخليج العربي مروراً بالمساحة الهائلة من أرض ما بين النهرين (دجلة و الفرات) ينفي مزاعم الكاتبين الأمريكيين نفياً قاطعاً , و يؤكد حقيقة أن الطوفان كان بالماء العذب الذي هطلت به الأمطار الشديدة , وتفجرت به عيون الأرض كما وصفت آيات القرآن الكريم من قبل ألف و أربعمائة سنة .
صورة للموقع التقطت | |
|