طريق السعاده

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في حياة كل واحدة منا لحظات حزن و شقاء ، يضيق من ثقلها الصدر ، وتدمع من هولها العين
فتبحث عن دواء شاف لجروحها فلا تجد.
وجميعنا دائما وأبدا وبلا توقف يبحث عن السعاده.

" ألا بذكر الله تطمئن القلوب .. "
بذكره سبحانه تتلاشى سحب الخوف ، و الفزع و الهم و الحزن ، بذكره تزاح جبال الكرب و الغم و الأسى ، فيا من شكوت الأرق و بكيت من الألم و تفجعت من الحوادث هيا اهتف معي باسمه المقدس ( الفتاح ) , فبأسم الله الفتاح ينكشف الكرب ويزول الهم وها قد أتى شهر الفتوحات والروحانيات أعاده الله علينا وعلى الأمه بالخير واليمن والبركات 0
يقول أحد العلماء : لا تيأس بالوقوف على بابه ولو طردت و اذا رأيت أناس تدخل فدخل دخول المتطفلين وقل مسكين وأنما الصدقات للفقراء و المساكين وأنا مسكين 0
الله أكبر كل هم ينجلي ..... عن قلب كل مكبر و مهلل
" ما مضى فات .. "
تذكر الماضي و التفاعل معه و استحضاره والحزن لمآسيه حمق وجنون ، و قتل للأراده و تبديد للحياة الحاضرة ، إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى و لا يروى ، يغلق عليه أبدا ً في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ً ، و يوصد عليه فلا يرى النور لأنه مضى و انتهى ، لا الحزن يعيده ، لا هم يصلحه ، لا الكدر يحييه لأنه عدم ..
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء و لا يلتفتون إلى الخلف ؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام و الماء ينحدر إلى الأمام و القافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة ..
" أصنعوا من الليمون شرابا حلوا ً .. "
الذكي حقا هو من يحول الخسائر إلى أرباح ، و الجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين ، طرد الرسول من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ و بصره ، و سجن أحمد بن حنبل و جلد فصار إمام السنة ، و حبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما ، و مات ابناء ذوئيب الهذلي فرثاهم بإلياذه أنصت لها الدهر ، و ذهل منها الجمهور ، و صفق لها التاريخ ..
إذا داهمتك داهية فأنظر إلى الجانب المشرق منها ، و إذا ناولت أحدهم كوب ليمون فأضيف إليه حفنة من السكر ، تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه أزهارا ً و ورادا ً و ياسيمينا ً ..