من الأمور التي نطق بها الوحي بدلالة أكيدة وشواهد عديدة مسألة الصرع وتخبط الجن للإنس ، ومن هذا المنطلق فسوف أعرج على هذا الموضوع لأهميته والتقائه بأمور العقيدة ، وارتباطه الوثيق بالرقية الشرعية ، ولإنكار فئة ليست قليلة وجود الجن أصلا ، ناهيك عن إيذائهم وصرعهم وتلبسهم بالإنس 0
قال الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( والصرع عبارة عن اختلال يصيب الإنسان في عقله ، بحيث لا يعي المصاب ما يقول ، فلا يستطيع أن يربط بين ما قاله وما سيقوله ، ويصيب صاحبه بفقدان الذاكرة نتيجة اختلال في أعصاب المخ ، ويصاحب هذا الاختلال العقلي اختلال في حركات المصروع ، فيتخبط في حركاته وتصرفاته ، فلا يستطيع أن يتحكم في سيره ، وقد يفقد القدرة على تقدير الخطوة المتزنة لقدميه أو حساب المسافة الصحيحة لها 0 ومن مظاهر الصرع عملية التخبط في الأقوال والأفعال والفكر ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 252 ) 0
وتلك القضية مما تنازع فيها الناس ، فأثبت السلف وغيرهم صرع الجن للإنس ، وأنكر من غير السلف بل من الفلاسفة والمعتزلة ذلك ، وعزا المنكرون سبب الصرع نتيجة لتصاعد الأبخرة والأخلاط الرديئة إلى المخ ، فيصاب الإنسان نتيجة لذلك بحالة عصبية يفقد معها المصاب عقله ، فيتخبط في حركاته وتصرفاته 0
المس لغة : مس الجن للإنسان 0
قال ابن منظور
ثم استعير المس للجنون كأن الجن مسته يقال به مس من جنون ) ( لسان العرب – 6 / 218 ) 0
المس اصطلاحا : ( هو تعرض الجن للإنس بإيذاء الجسد خارجيا أو داخليا أو كليهما معا ، بحيث يؤدي ذلك لتخبط في الأفعال مما يفقد المريض النظام والدقة والأتاة والروية في أفعاله ، وكذلك يؤدي للتخبط في الأحوال فلا يستقر المريض على حالة واحدة )0
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين
والمس اصطلاحا : أذية الجن للإنسان من خارج جسده أو من داخله أو منهما معا ، وهو أعم من الصرع ) ( فتح الحق المبين – ص 61 ) 0