يتعرض العديد من الأطفال لحوادث طرق مختلفة بالقرب من بيوتهم، وحضاناتهم، وروضاتهم، ومدارسهم. وتنصب أغلب جهود البالغين لمنع هذه المشكلة في توعية الأطفال حول التصرف الآمن في الطريق، وذلك بواسطة فعاليات وبرامج توعية مختلفة. ولكن، ودون الدخول في تفاصيل هذه البرامج والفعاليات ومدى نجاعتها في تربية وتوعية الأطفال بالموضوع، من المهم أن نعرف أن هذه البرامج غير كافية بتاتاً لمنع تعرّض الأطفال لحوادث الطرق حتى لو كانت برامج ممتازة وذلك لعدة أسباب منها:
* يستصعب الطفل بسن أقل من تسع سنوات تقدير سرعة السيارة، ويستصعب الربط بين السرعة والمسافة والمدة الزمنية لقطع هذه المسافة، لذلك قد يرى الطفل سيارةً بعيدةً نسبياً عندما يريد عبور الشارع، ولكنها سريعة جداً، وهو لا يميز ذلك ويعبر الشارع وهو غير آمن.
* مجال الرؤية للطفل هو ثلث مجال الرؤية الموجود لدى البالغ، لذلك قد ينظر الطفل إلى جميع الاتجاهات قبل عبور الشارع كما تعلّم، ولكن رغم ذلك قد لا يرى السيارة لأنها ليست في مجال رؤيته وقد يكون معرّضاً لحادث.
* يستصعب الطفل تحديد ما إذا كانت السيارة متحركة أم متوقفة، لأن جسم السيارة ثابت نسبياً وما يتحرك بالنسبة للطفل هو العجلات فقط وبشكل دائري تصعب رؤيته بسبب السرعة، لذا لا يميز الطفل حركة السيارة مثلما يميز حركة الحصان مثلاً، فيتخذ قرار عبور الشارع وهو غير آمن.
* لا يقدّر الطفل الخطر من تجارب مختلفة كما يقدّره البالغون، وقد يتخذ قرارات سريعة وخاطئة مثل عبور الشارع دون انتباه، أو الركض أثناء عبور الشارع ظناً منه أن ذلك آمن أكثر، أو عبور الشارع عند خط المشاة دون انتباه ظناً منه أن السيارة يجب أن تتوقف عند خط المشاة.
لذلك فمن المهم جداً أن ننتبه نحن الكبار لكل هذه العوامل، وأن نساعد الأطفال على عبور الشارع بالذات من هم أصغر من تسع سنوات، وأن لا نتركهم يعبرون الشارع لوحدهم، وأن نخفف من سرعتنا أثناء السواقة ونزيد انتباهنا ونفحص ما إذا اختبأ طفل تحت السيارة أو وراءها حتى لو توقفنا قليلاً، وأن نهتم بوجود مطبات (مرتفعات) لتخفيف السرعة بالقرب من أماكن تواجد الأطفال، وبوجود مكان للعب الأطفال مع سور أو بوابة لمنع خروجهم للشارع بدون مرافقة البالغ.
