نوبات استيطان

نوباتَ استيطانيه

تستوطِنُني نوبة َ احتياج ِ...
تتملكُني أعراضها ألمنسيه..
تنثرُ العثرات ِ في مخارج ِ البيوتِ ,
في الأدراج ِ..
ومَخارجَ الحروفِ في الحَناجِر ِ الحَديدية..
تصبُ مياهَها في المقل ِ...
لتحيي العيونَ الزُجاجية...
فتوقظ ُ بذورَها منْ سُباتِها ,
بانسيابـِها على خدودٍ بنفسجية..
لتُُشعلَ مطارحَ في الذاكرة..
مطارحَ احتكرتُها لها..لا لسواها,
حتى إشعار ٍ آخر.., حتى حلم ٍ آخر ,,
حتى نهاية ً أخرى مأساويه ...

تستوطنني هوية..
توقِظُ عُروبَتي ...
فمنْ أكونُ, وما هي أنشودَتي الوطنية..
هل حقاً لي وطن ؟؟..
إذاً.., فما ألوانُ علمِه؟؟..
أم هي كسمائِهِ رَمادية..
هل فيهِ فصول؟..
أم جميعُ أمسياتهِِ خريفية..


تستوطنني فُضولية..
هل لوطني أحلام؟,
أم يخضعُ لقواعدَ صحراويه..
أأبطاله ُ سمرٌ؟, بيضٌ؟ ...
أمْ ذوي بشراتٍ حِنطيَه..
إذاً, فهل يواري الأطفالُ ألعابَهم في الرمال ِ....
أم تُواريهُم للأبدية!!
هل لهم أمهات ؟,
إذاً, هل لعُيونِهن عَبَرات..
أم اُدخرنَها لأيام ٍ فولاذية ...
لأيام ٍ اشدُ قسوة ً من الموتِ...
لأيام ٍ تُغتَصَبُ فيها الأحلام , والدموع...
وتُغتصبُ الأوطانُ الشِهابية!!

تستوطنني أنانية..
فأينَ أنتَ وطني..؟
تعالَ وأمثـُلْ أماميَ فوراً...
يتملكني شوقُ جارفٌ إليك ..
أريدُ أنْ أبكيَ بينَ ذراعيك..
أنْ أ ُقَبِلَ حباتَ ترابـِكَ حبة ً حبة ..
أن أملأ صدريَ بنسماتِكَ المباركة..
فإياكَ أنْ لا تَمُدَ لي يديكَ..
فـَمُكـَلِمَتـُكَ...,
لا تَملكُ السلالِمَ والحبالِ ..
ولا أجنحة ً لتحلقَ إليكَ...
فلا تتردَدْ في المجيءِ ,
ولا تقدم ألأعذار,
مرفوضة ٌ هي أعذارُكَ, وحُجَجُكَ مردودة ٌ إليكَ..

تعالَ كما أنتَ,
احِبُكَ كما أنتَ...
بـِخيباتِكَ , بـِجراحِكَ المُبَعثـَرة..
بأجنحتِكَ المُنكَسِرَة..
تعالَ نـُلـَملِمُها سويا ً, نـُجبِرُ جراحَها سويا ً..
أرجوكَ ... تعالَ ولا تَكـُنْ أنانياًَ ..
فأشجارُ الزيتون ِ بانتظاركَ, ترجو البركة ..
وأصواتُ المآذنِ بانتظاركَ , لتعيدَ إليها جَبَروتِها ...
الكلُ بانتظاركَ......
القدسُ, تريد قـُدُسِية.. الأطفالُ, طفولة ً... الأمهاتُ, أمومة ً... الرجالُ, رجولة ً ...
لا تبخلْ علينا, فلنْ نبخل عليكَ نحنُ أيضاً..
لكَ ما تشاءْ ..
سمعت !!
م . ا ت . ش . ا . ء

فكل ما في القضية ..
أنة تستوطننا عبثية!!