الحقيقة...

هذه الحياة مهما طالت أو قصرت فيها من المعاني والأحاسيس التي لا تنسى الكثير والجميل؛ تظل قابعة في هذا العقل الصغير لا تتغير مع تغير الأزمان وتبدل الأحوال؛ بل وتغير الإنسان نفسه.
إنها الذكريات الجميلة التي تشعل الحماس وتحيي التفاؤال والبهجة في النفوس. ذكريات قد تطول، وقد تمر في لحظات؛ إنها ذكريات صديق حبيب أو موقف جميل؛ فاض أثره فانقدح في الذهن وتشبث به فلا يفارقه مهما حدث ومهما كان، بل يفوح الشذى بها بين الحين والحين مذكرا وملطفا ومهيجا أحيانا؛ فتهفو النفس إلى لقاء. تهفو إلى تكرار ذلك المشهد وذلك الموقف تحن إلى ذلك ولكن هيهات بعد المنال وصعب المطلب إذ قد تغيرت الصفات وتغيرت الأماكن ولم يعد هناك أمل.. وما أن تدرك النفس ذلك إلا وينتابها شعور بالإحباط شديد؛ تظلم الدنيا وتكتئب ولكن... لحظات ثم يعود الأمل يعود وهو يقول أنت قادرة أيتها النفس بإذن الله على إيجاد مثل تلك اللحظات من جديد وفي أماكن أخرى ومع مخلوقات أخرى في كل زمان ومكان .. فتعود البسمة ويقوى الأمل.
وهكذا الدنيا إرتفاع وهبوط لحظات سعادة وساعات حزن وتمر الأيام والسنون والأعوام وتنتهى الدنيا مخلفة وراءها ما خلفت ويبقى العمل.. العمل الصالح وتبقى المواقف الخالصة لملك الزمان والمكان تبقى لترى أثرها ولذتها هناك حيث تكمن اللذة الحقة .. اللذة التي لا تزول ولا تنتهى ولا يعقبها حزن . بل سعادة غامرة ودائمة في جنات النعيم جمعني الله وإياكم في فردوسه ومستقر رحمته آمين.....