كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: رابعاًً-شروط صحة التوحيد : الجمعة فبراير 27, 2009 7:02 am | |
| رابعاًً-شروط صحة التوحيد :
سبق عند دراسه شر وط صحه الصلاة علمنا أن مصطلح شروط الصحة هو من المصطلحات الاصولية التي تعني ببيان أصول بناء الأحكام في دنيا الناس.
ذلك أن الفقه في مدلوله الاصطلاحي : هو العلم بالأحكام الشرعيه العمليه المستنبطه من أدلتها التفصيلية .
مما يعني ان الفقه هو العلم بالأحكام العمليه التي تقوم علي النظر والأستدلال وهو ما يؤكد أن ذلك يتعلق بأحكام الدنيا الظاهره من عبادات أو معاملات .
فتقع صحيحه إذا أكتملت أركانها وشروط صحتها أو تقع باطله إذا تخلف شئ من ذلك علي تفصيل تناولته مصنفات الأصول .
إذا اتضح ذلك تبين أن قول من قال :أن شروط صحه التوحيد تتعلق بأحكام الآخره فقط . لهو قول عار من الصحه بل هو قول باطل وإن ما يترتب عليه من نتائج أراد القائل الوصول إليها لهي نتائج باطله أيضاً وذلك للآتي :
(1) ما سبق بيانه من أن مصطلح ((شروط الصحه )) هو من مصطلحات الأصول التي تعني ببناء الأحكام في دنيا الناس دون التطرق لموضوع القبول أو عدم القبول في الآخره وإن كانت الأعمال التي تقع صحيحه في الدنيا من عبادات أو معاملات لهي الأولي بالقبول أمام الله إذا خلصت النيه لقول الرسول (صلي الله عليه وسلم) " إنما الأعمال بالنيات "
(2) أن الأحتجاج للقول بأن هذه الشروط المعلقه بصحه التوحيد مما تتعلق بأعمال القلوب (( كاليقين والإخلاص والمحبه ))ولا سبيل للوقوف عليها في الظاهر وبالتالي فلا سبيل إلي العمل بمقتضاها إلا في أحكام الآخره أن هذا القول عار عن الدقه
ذلك أن هذه الشروط وسواء ما تعلق فيها بأعمال القلوب أو سائر أعمال الجوارح الظاهره لم نكلف شرعاً بفحص الفراد للتثبت من وجودها ولكن المطلوب شرعاً عدم وجود ما يضدها ([1])
لذا تجد المسلم في صلاته عليه أن يتعلم الوضوء كما يتعلم الصلاة وهو في هذا غير ملزم بتبين وضوء الآخرين معه في الصف مع العلم أن الوضوء عمل ظاهري وليس من أعمال القلوب وكالصدق والإخلاص ومع هذا لم نكلف بتشبه عند الآخرين بل كلف المسلم بتعلمه كتعلم الصلاة وعند ظهور تقيضه يثبت الحكم إرجع فتوضأ فإنك غير متوضئ وهكذا الشأن بالنسبه لسائر الشروط في صحه التوحيد ولهذا يضرب القرآن العظيم مثلاً لذلك في شرط اليقين وهو من الشروط المتعلقه بأعمال القلب لما ظهر نقيضه لدي الرجل في سوره الكهف لما قال "وما أظن الساعه قائمه"قال له صاحبه وكان علي دينه :
" أكفرت بالذي خلقك ......"
فلم يكن بيكفره من قبل حتي ظهر منه ما يناقض اليقين في عقيدته وها كذا سائر شروط صحه التوحيد لا سبيل لاختباره في قلوب الناس محمد يدعي الإسلام ولكن المطلوب شرعاً عدم ظهور ما يناقضها .
فإذا ظهر في الواقع ما يناقض اليقين أو الإخلاص أو الصدق أو مثل ذلك فتستطيع أن تقول له إرجع فوحد فإنك لم توحد .
(1) أي أن القول بأن هذه الشروط – شروط صحه التوحيد للانتفاع بالشهاده في الآخره فقط وليست في أحكام الدنيا الظاهره في شئ فإلي جانب ما سبق وثبت من خلاله عدم دقه هذا القول اوصوابه فإننا نقول ومع هذا فإن هذا القول بحصر ذلك في أحكام الآخره فقط لهو أمر يحتاج إلي دليل صحيح صريح لاملاء هذا الفهم أو المعني علي الأحكام وبدون هذا الدليل الصريح فإن هذا القول يعد من قبيل التحكم الذي لا مستند له بل هو من القول في الله بغير علم ولا هدي ولا كتاب مبين .
لا نقول هذا التطالب بدليل واحد بل لنقول أنه إذا كانت شروط صحه التوحيد سبعه شروط وأن كل شرط ثبت شرطيه بدليل واحد علي الأقل فإن حصر هذا الفهم بأحكام الآخره فقط وقصره عليه يحتاج منا إلي سبعه أدله علي الأقل لكل شرط قائم بذاته دليل خاص به وإلا فعدم وجود سبعه أدله علي ذلك يثبت عدم الجديه أو الصدق في هذا الإدعاء
(4) القول بأن هذه الشروط - شروط صحة التوحيد - التوحيد تتعلق بأحكام الآخرة فقط لهوقول من قبيل الجمع بين المنتاقضات ذلك أن القائل بهذا القول قد أراد بذلك التهرب من المواجهه بشرط العلم المنافي للجهل في أحكام الدنيا فوقع في التناقض ذاته في أحكام الآخره ذلك أن اثبات شرط العلم في الآخره للإنتفاع بشهاده (لا إله إلا الله ) يسقط معه القول بالعذر بالجهل من يقول بأنه عذر في الآخره لكل من
ارتكب عمل من أعمال الشرك في الدنيا جهلاً بكونه شرك فاشتراط العلم يسقط الجهل كعذر والقول بالعذر بالجهل من الشركيات في الدنيا والآخره يسقط القول بشرطيه العلم للأنتفاع بشهاده التوحيد فهما أطراف لا يجتمعان في الدنيا وفي الآخره حيث القول بشرطيه العلم يسقط العذر بالجهل والقول بالعذر بالجهل يسقط شرطيه العلم فأي تناقض هذا وقع فيه القائلون بحصر هذه الشروط –شروط صحه التوحيد – في أحكام الآخره فقط
إذا علم هذا فقد أجمع العلماء علي أن شروط صحه التوحيد سبعه :
(1) العلم
(2) اليقين
(3) القبول
(4) الإتباع
(5) الصدق
(6) الاخلاص
(7) المحبه
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أما الميول القلبيه التي هي من الإيمان أومن لوازمه كحب الله ورسوله فهذه تكون واجبات علي المكلف ومطلوب منه تحصيلها بتحصيل أسبابها ولا يعذر في عدم تحصيلها أوفي وجود ضدها وكبغض الله ورسوله .
لأن في عدم وجودها أو وجود أضدادها دلاله علي عدم إيمانه لابد الايمان لاينفك عن حب الله ورسوله فإذا انفك كان ذلك دليلاً علي عدم الإيمان )
أ.ة. أ.عبد الكريم زيدان الوجيز في أصول الفقه ص78 | |
|