كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: كيف تصنع لك واحة للهرب من ضغوط الحياة ؟ الأربعاء مارس 18, 2009 12:42 am | |
| الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين إصطفى يواجه الإنسان في حياته اليوميه عراقيل وضغوط تثقل كاهله وتضعف عزيمته وهي تؤثر تقريبا على كل مكونات الإنسان، ويضاعف من خطورتها في حال أستمرت أن تأثيراتها تتسلل في الخفاء وتفعل فعلها بصورة تدريجية وغير ملحوظة بحيث لا يدرك الإنسان حجم ما أصابه من خسائر إلا في مراحل متأخرة قد يتسع فيها اللشق على الراقع . وتحدث تأثيراتها على جسم الإنسان من خلال الاستجابة العامة للضغوط من خلال ( المواجه والهروب) بإفراز الجسم هرمونات الأدرينالين والكورتيزول، والتي تزيد من طاقة الجسم، وهذه الاستجابة تعتبر ملائمة جدا للضغوط الوقتية قصيرة الأمد حيث تؤدي إلى حماية الجسم من الأخطار التي تحدق به ولكن الخطورة تكمن في استمرار الضغوط مما يؤدي لتراكم هذه الهرمونات التي لا تجد لها أي مخرج محدثة شبه انفجارا داخلي للطاقة واختلاطا بين طاقة العقل وطاقة الجسد مما يحدث تشويشا وارتباكا شديدي الخطورة . وتزداد الخطورة إذا شعر الإنسان بأنه لا يملك قرار المفاضلة بين المواجهة أو الهروب وبأنه مجبر على أي من الخيارين. ويمكن تقسيم مراحل استجابة الجسم عند التعرض للضغوط المختلفة إلى ثلاثة مراحل، وهي: 1. مرحلة الإنذار، وفيها يزداد معدل إفراز الهرمونات سالفة الذكر. 2. مرحلة المقاومة، وفيها يحدث نفاد للطاقة المتولدة في مرحلة الإنذار. 3. مرحلة التهالك والإجهاد، التي يمكن اعتبارها نتاجا للضغوط المستمرة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغير ذلك من الأمراض والمشاكل التي تنتج عن التعرض المستمر للضغوط. كما يمكن تقسيم الضغوط المختلفة بحسب مصادرها إلى: ضغوط داخلية (وهى ضغوط ناتجة عن سمات الإنسان الشخصية) وضغوط خارجية (نتاجاُ لعوامل خارجية). وأيضا يمكن تقسيمها بحسب استجابة الإنسان لها إلى: ضغوط بناءة (تدفع لمزيد من العمل والإنجاز) وضغوط هدامة ومعوقة. وبحسب فترة التعرض يمكننا تقسيم الضغوط إلى: ضغوط وقتية متقطعة وضغوط مستمرة مزمنة. ولهذه الضغوط آثارها الجسدية والعقلية والنفسية، وقائمة التأثيرات طويلة وممتدة ويصعب حصرها. فالآثار الجسدية تنتج عن تأثر كافة أجهزة الجسم، وينتج عنها (أمراض القلب وقرح المعدة والقولون العصبي، بالإضافة لزيادة نسبة حدوث داء السكري ومضاعفاته، كما تتأثر الخصوبة، ويتأثر جهاز المناعة محدثا ضعفا عاما في مناعة الجسم وزيادة في معدل حدوث السرطانات المختلفة).والتأثيرات النفسية تشمل فيما تشمل (الوسواس والفوبيا والاكتئاب واضطرابات النوم المختلفة، بينما تقع اضطرابات الذاكرة تحت الاختلال في الوظائف العقلية). وبما أنه قد يكون من المستحيل تغيير نمط وإيقاع الحياة المتسارع للغالبية العظمى ممن يعيشون في مجتمعاتنا الآن، ومع التسليم بفشل الطب الرسمي بعقاقيره في التعامل مع هذه المعضلة فقد اتجه العلم للبحث عن سبل جديدة للوقاية والتخفيف من الآثار المدمرة للضغوط المزمنة مثل تدريبات (الاسترخاء والتأمل والتخيل واليوجا وفلسفتها) وخضعت هذه الطرق المختلفة للبحث العلمي المنضبط لتحديد مدى فاعليتها وطريقة عملها. وأكدت الأبحاث المختلفة مدى فعالية هذه الوسائل في التقليل من هذه الضغوط وفي علاج آثارها المختلفة وبالتالي أصبحت هذه الوسائل المختلفة تدرج ضمن البرامج التي تستخدم للوقاية من الضغوط أو في علاج آثارها السلبية على جسم الإنسان. والنظرة المتأملة تكشف عن تواجد هذه الوسائل بوفرة في عباداتنا المختلفة إذا أحسنا الفهم والأداء. وفي ديننا الحنيف أحببت أن أشير إلى أن هناك طرقا ناجعة هي بحد ذاتها علاج ودواء لما ذكر سابقاً من أضرار واحة الإيمان من الملاحظ أن تأثيرات نفس الضغوط تختلف باختلاف الأشخاص الذين يتعرضون لها ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن تأثيراتها لا تعتمد على حجمها ونوعيتها بقدر ما تعتمد على استقبال الإنسان لحجم التهديد. أي إن الاستجابة للضغوط لا يصنعها المثير ولكن تصنعها الطريقة التي تم بها استقبالها . فتفاعلنا مع الضغوط ينشط بناء على استجابتنا العصبية وبناء على إدراكنا لحجم التهديد مقارنة بنظرتنا نحن للعالم من حولنا ومقارنة بإدراكنا لحجم تحكمنا نحن في الظروف المحيطة بنا ولقد أثبتت الدراسات انخفاض مستوى الضغوط ومستوى الاستجابة لها عند من يشعرون بقدر أكبر من القدرة على التحكم في الظروف المحيطة بهم. إذا كان العلماء والدارسون يعتبرون أن فلسفة اليوجا ونظرتها للعالم تعتبر من أهم المحاور التي تعطي لليوجا قيمتها وفعاليتها في التعامل مع الضغوط بما تتيحه من إعادة اكتشاف الإنسان لذاته ومعناه الإنساني وبما تمنحه له من شعور بالقوة العميقة والتحكم، فهل نعيد نحن اكتشاف فلسفة الإسلام التي تعطي للإنسان قيمته وقدرته المستمدة من كونه ينتمي إلى واحه فيها كنوز من الحلول االربانيه التي لايعلم سرها وكنهها إلا من وضعها سبحانه وتعالى . حين يركز الإنسان تفكيره على فكرة أو شيء ما من أجل اكتساب القدرة على المزيد من التحكم في القدرات العقلية، فإن التأمل بهذه الصورة يوفر للإنسان طاقته الجسدية والعقلية، ولقد درس هربرت بنسون في سبعينيات القرن الماضي الاستجابة الفسيولوجية للتأمل ووجد أنه تحدث استجابة معاكسة لاستجابة المواجهه والهروب . وفيه يحدث انخفاض في معدل ضربات القلب والتنفس واحتراق الأكسجين وتوتر العضلات، وتأثير التأمل في تخفيض هذه العمليات الحيوية يفوق تأثير النوم، حيث تعطي 4-5 ساعات من النوم انخفاضا بمقدار 8% في معدل حرق الأكسجين بينما يعطي التأمل انخفاضا بمقدار 10-17% في غضون دقائق قليلة. ولقد أثبت د. دين أورنيس في ثمانينيات القرن الماضي فائدة تدريبات التأمل والتفكر في علاج مرضى القلب؛ حيث حدث عند من يمارسون التأمل منهم انخفاض ملحوظ في دهون الدم الضارة والكولسترول، كما حدث تراجع في التغيرات الحادثة في الشرايين التاجية، وحدث انخفاض في معدل ضغط الدم والمقاومة الطرفية الكلية.كما أثبتت الدراسات انخفاضا ملحوظا في مستوى مؤكسدات الدهون عند من يواظبون على التأمل والتفكر وهذا يعني انخفاضا في نسبة التلفيات الحادثة في الأنسجة نتيجة لعمليات الأكسدة الضارة والتي تحدث عبر سنوات العمر. وفي دراسة أجراها بنسون أثبت أن التأمل يكون أكثر فعالية فيمن يمارسونه كاستجابة لمعتقداتهم الدينية. ويمكن أن يتم التأمل بالتركيز والتفكر في شيء من مخلوقات الله كالبحر أو بعض المخلوقات مثلا . والطريقة الأخرى للتأمل تتم بالتركيز على كلمة واحدة أو عدة كلمات (سبحان الله أو لا إله إلا الله، أو غيرها من الكلمات) وترديدها في صمت بعمق وتدبر وتركيز مع طرد صور الأفكار السيئة من العقل، وهذه الوسيلة تحدث نفس التأثيرات الفسيولوجية التي يحدثها النوع الأول. كما أنها تضيف بعدا آخر حيث يشعر المتأمل والذاكر أنه في معية الله الحكيم والمدبر. ويعتبر من أقوى وسائل تقليل الضغوط التخيل ، وتزداد الفائدة منه لو اقترن استخدامه بتمرينات الاسترخاء، وعلى الإنسان -أثناء ممارسة هذه التدريبات- أن يتخيل تواجده في مكان يبعث في نفسه الراحة والسكينة. الواحة الجامعة لكل مامر آنفا (الصلاه).إنها قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة . رواه أحمد والنسائي ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: أرحنا بها يابلال . كما عند أحمد وأبي داود . ففيها كل ما سبق، فيها التأمل، وفيها الذكر، وفيها يمكن أن يتخيل الإنسان تواجده بجنة عرضها السماوات والأرض، وفيها يشعر الإنسان بتمام التحكم في الكون والبيئة من حوله. والدراسات العلمية المختلفة أثبتت أن الصلوات تؤدي دورها بالفعل؛ حيث لوحظ أن نسبة حدوث المضاعفات والوفيات في المرضى الذين يتعرضون لعمليات القلب المفتوح تقل بنسبة 12% في المرضى المتدينين كما لوحظ فيهم أيضا انخفاض معدلات حدوث الاكتئاب المرضي المصاحب لدخول المستشفى. وللصلاة نفس التأثير -الذي يحدثه التأمل- على المصابين بأمراض القلب . إن تمارين الصلاه التي يؤديها العبد يوميا خمس مرات بطريقة صحيحه لهي كنز بماتحويه من تأمل و حركات منسقه لم ولن يصل علم البشر إلى حصر فوائدها فهي علم بحد ذاته لدرجة أن السويديين الذين تعزى إلى أسمهم التمارين السويديه وجدوا انها تعطي الجسم طاقه أكبر مما تعطيه التمارين السويديه وذهلوا من التقسيم الدقيق لأوقاتها في خمس مرات منتظمه تتغير حسب معايير توقيت الصوات ولا تستغربوا إذا قلت لكم إن هناك أوقات لا تجوز فيها الصلاة مطلقاً .ولن تجد عبادة في جميع الديانات حددت طريقتها وأوقاتها وتفصيلاتها وحركاتها وسكناتها كما في الصلاة لدينا نحن المسلمين . ولم العجب وهي فرض من الله الباري جل جلاله الذي يعلم مايصلح لعباده مما لايصلح. | |
|