تقول سارة :
======
من بعد شهر رمضان .. بعد أن كنت اذهب لصلاة التروايح والقيام في المسجد .. وأعود للبيت أجد السعادة قد غمرتني بسبب صلاتي ودعائي في وتري .. أتشوق متى يأتي الغد لكي أصلي تلك الصلاة التي فيها مناجاة لخالقي .. تحدثت فيه بكل شيء أريده لربي .. أحسست بقربه مني .. وأن دعائي يستجاب ..
تنتهي تلك الأيام .. ويدب الحزن في قلبي .. ما أحلاها .. تلك الايام .. غلبني النوم والكسل عن تلك الصلاة ..
أنام .. واصحو في الليل على مناجاة أمي لخالقها .. رأيتها تضبط المنبه على وقت قبيل صلاة الفجر ..
رأيتها تتغلب على لذة النوم إلى الوضوء والصلاة .. انظر إليها قليلا ثم ارجع أنام ..
يالله .. لماذا لست كأمي ..
حدثتني نفسي .. لماذا لا أكون كذلك .. لماذا لا أجرب مناجاة ربي في الليل وفبيل الفجر .. لماذا أصليها قبيل النوم .. ؟ لماذا لا أكون مثل أمي .. ؟؟ هكذا كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته .. تذكرت سورة المزمل .. قم الليل إلا قليل ، نصفه أو إنقص منه قليلا .. رجعت لكتاب التفسير وقرأت عنها
( ذكر الحكمة في أمره بقيام الليل، فقال: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} أي: الصلاة فيه بعد النوم {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} أي: أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان، وتقل الشواغل، ويفهم ما يقول، ويستقيم له أمره، وهذا بخلاف النهار، فإنه لا يحصل به هذا المقصود ، ولهذا قال: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} أي: ترددا على حوائجك ومعاشك، يوجب اشتغال القلب وعدم تفرغه التفرغ التام. )
قمت بضبط المنبة مثل أمي .. وجاهدت نفسي للقيام والاستيقاظ .. فتوضأت ثم وقفت أمام ربي ، اصلي واناجيه .. انتهيت من صلاتي وتمنيت أنها لم تنتهي .. تمنيت أني استيقظت قبل هذا .. واطلت زمن الصلاة .. تمنيت أن الفجر يتأخر قليلا ..
تمتعت بالسعادة في ساعة المناجاة .. لم أجد تلك بعد أن كنت اصلي وتري قبيل نومي ..
بعدها .. صارت تدفعني تلك السعادة لتوقظني من نومي لاناجي ربي ..
فاز من قام الليالي بصلاة الخاشعين ..
منقول
ليت كل الامهات والبنات هكذا
(رحلة الى الفردوس باذن الله)