خاطرة حول الأم

أمي
أمي يا ينبوع حنان دافق ....ويا نبعة ريحان عطرة.... يا ملاكً في غاية السحر ويا
ويا طبيب يشفي العليل من علته...
أمي لك في صدري من الحب الكثير.... نعم لك في صدري مشاعر نبيلة وسامية....
فأنت تستحقين الكثير الكثير...
أمي ما أقول وما أكتب... فمهما كتبت فيك شعرا كان ام نثرا فانه قليل ...
فأنت جنة فاضت علي ببركاتها.... ونبع صافية رقراقة سقاني مائها ...
أمي أهواك أي أهواك واهوي الأرض التي تطأ قدميك عليها....
أمي دعيني اقبل الأرض تحت قدميك وأحملك على راحتي يدي...
دعيني أمنحك ولو جزء بسيط نعم جزء بسيط مما قد كنت منحتني إياه...
أمي حقا أنت ملاك... ملاك ساحر يفيض منه الطهر...... ويشع منه النور ....
أمي يا من أذبت نفسك وضحيت وبذلتي وتحملتي المشاق في سبيل تربيتي... لا أنسى أبدا أيام كنت تفتر*** الأرض.... وأنت ساهرة بقربي يوم كانت الحمى تأكل جسدي .. سهرت الليل وأنت تداوين جراحي.. فكمادات الماء البارد... وتمسحين بيديك عرق جبهتي
أمي حقا أنت دنيا دنيا من التضحية والإيثار تبذلين تعطين تمنحين لغيرك السعادة حتى ولو كانت على حساب سعادتك تسعدين زوجك أولادك بناتك وتقومين بأمور البيت دون كلل ولا ملل وتذمر تكوين الملابس وتغسلين الأواني وتعدين الطعام .....والكثير الكير..
أمي حقا أنت مدرسة بل جامعة وأية جامعة.....
أمي منك أنت تعلمت الكثير ....
منك تعلمت أن أكون رجلا بحق صلبا عند الشدائد ... أن أكون عطوفا رحيما مضحيا باذلا ...منك تعلمت المحبة الصفاء والمودة....
منك تعلمت .أكون صادقا صريحا عفيفا طاهرا...
تعلمت منك أن لا انغمس بمغريات الحياة وانجر وراء شهواتها..
أمي منك تعلمت الصدق في القول والإخلاص في العمل... تعلمت أن أكون طموحا ولا أرضى واقنع بما دون النجوم.. ولا يزال رنين بيت الشعر الذي علمتني إياه وربيتني عليه :
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر عظيم كطعم الموت في أمر هضيم
أمي دخلت مدرستك جاهلا غرا لا افقه فن الحياة... نعم هي الحقيقة.. ولكن تخرجت منها عالما ...مثقفا.. نبيها ...ذكيا... فيلسوف له نظريته في الحياة
منك أيتها المدرسة تعلمت أن لا أكون زيادة عدد ....
بل أكون عنصرا فعالا في مجتمعه وله بصمته وأثره...
أماه ... لا انسي أيام قضيتها بقربي تعلميني ها.. كيف أكوّن نفسي كيف اقضي على ما بداخلي من الخجل كيف انفتح على العالم ولكن بحذر... فلمتيني ان للحياة مغريات وطريق المفاسد سهلة...
أماه أنت يا جامعة ...منك تعلمت كيف يكون للنجاح طعم وكيف يكون للرسوب مرارة.. أبدا لا انسي كيف كنت تراقبين دروسي وتسهرين معي لحل وظائفي... وتسميع دروسي كيف كنت تؤمنين لي المراجع.... وكيف كنت تجلبين لي الكتب الثقافية الأدبية .... وتعطيني إياها في أوقات فراغي... وكانت النتيجة أن نهلت من العلم الكثير... وخضت بحر الثقافة فرشفت منه على الكثير....
أمي يا ساجدة لها وعابدة منك تعلمت حب الله وحب رسوله وحب آل بيته....
فو الله لا أنسى كيف كنت تقومين بجنح الليل... على الرغم من تعبك تصلين وتقرئين كلام الحق عز وجل ... تسبحين ولا أنسى كيف كنت لا تنامين الليل يوم كنت أقدم امتحاناتي... تدعين لي وتسالين المولى ان يوفقني ويكلل جهودي بالنجاح علمتني الصبر والتحمل والأمل...
أماه حقا أنت تستحقين الخلود في قلبي وعقلي ووجداني وتقطنين مخيلتي
يا بحر زاخر يعرف المنح والعطاء ولا يعرف المنة ولا والبخل ولا الشح
أمي دعيني اقبل الأرض تحت قدميك علي أنال بذا رحمة علّي اعبر عن ما بصدري كما قيل الجنة تحت أقدام الأمهات..
أمي حقا لك تحياتي وشكري وقبلاتي
وحقا يا أماه لو ملأت سجلات الدنيا ودفاترها وأنا اكتب عنك فما وفيتك حقك
ولكني حسبي أني احبك وصدري يختلج بعشقك...
أماه............

الجنة تحت أقدام الأمهات

من أخيكم من أرض الجزائر الحبيبة يوسف
لا تنسوه من دعائكم