كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: مـــن ســــرق المصحـــفlمقال جميل جدا وهااام جدا جدا . أرجو الرد الأحد مارس 22, 2009 2:51 pm | |
| مـــن ســــرق المصحـــف
عقب فراغه من خطبته العصماء التي رقت لها القلوب وهملت منها العيون، يبحث الحسن البصري- رحمه الله- عن مصحفه فلا يجد له أثراً، فينظر إلي الجمهور الباكي ويقول متعجبا : كلكم يبكي ..إذن فمن سرق المصحف؟!!!! هذه الوقعة الطريفة تلقي ظلالاً علي مرض خطير من الأمراض الاجتماعية المتفشية... فإن نظرنا لجانب الحياة الزوجية - مثلا – لوجدنا: - الرجل يتهم المرأة وأهلها بأنهم السبب في رفع المهور وبالتالي عزوفه عن الزواج.. وهم يتهمونه بالتفريط وعدم تحمل المسئولية فتسبب في العنوسة. تتهمه بالصدود ويتهمها بالبرود.. وتراه بخيلا ممسكا ويراها مسرفة مهلكة. هي لا تجيد فن الإغراء... وهو لا يحسن العطف والاحتواء. إنه لا يجلس معي ولا يحادثني... إنها لا تسمع لي ولا تستوعب ما يؤنسني. شيمته الغضب لأتفه الأسباب... سجيتها النكد وكثرة العتاب. الكل يشكو... والجميع يبكي.. ومن سرق المصحف؟! لا ندري!
كل من لاقيت يشكو شجوه ليت شعري هذه الدنيا لمن؟! أولا: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) فالخطوة الأولى لحل هذه المعضلة هي اتهام النفس والسعي في تقويمها أولاً.. أما اتهام الطرف الآخر فإنه: ينسيني عيوبي أولاً وقد تكون هي الأصل... ثانيا: يدفع الطرف الآخر إلي العناد، واتخاذ موقف المدافع. فليقل كل طرف: واجبي.. قبل أن يقول حقي.. فإن وجد من الطرف الآخر أثرة فليصبر حتى يلقى نبيه صلى الله عليه وسلم علي الحوض. ثالثاً: إذا صحت البداية حسنت النهاية
فإن الجرح ينْغر بعد حين إذا كان البناء علي فساد فبحسن الاختيار، وتأسيس البناء علي تقوى من الله، والاتفاق علي أسلوب المعاملة أكبر الأثر في دوام حسن العشرة. ورحم الله امرأة القاضي شريح حين سألته في ليلة العرس عن طباعه وعما يرضيه ويغضبه. ورحم الله رجلا أفصح لزوجته عما يكنه صدره. رابعاً: (خيركم خيركم لأهله) في صغري كنت أعجب لهذا الحديث... حيث كنت أظن أن الأمر علي العكس من ذلك.. فمعاملة الغرباء لابد أن تكون هي المقياس أما الأهل فلا يحتاجون إلي وصاية!! وعندما تأملت اهتديت.. فالمرء قد يَخْدع الآخرين بحسن المعاملة؛ فمعاملتهم محدودة.. أما في البيت فيسقط القناع.. وتظهر إن كانت أخلاقه سجية أم مطية!! فالمطلوب أن يحرص كل من الطرفين علي الخيرية.. لا الأحقية. ما أبلغ قول الكندي: نفس الإنسان التي هي أخص النفوس به.. ومدبرة باختياره وإرادته لا تعطيه قيادها في كل ما يريد، ولا تجيبه إلي طاعته في كل ما يحب فكيف بنفس غيرك، وحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره. فحسب كل طرف من زوجه أكثره فلا يصح أن نرى الشوك ونعمى عن الندى.. فكفران العشيرة مذموم.. والزوج إن كره من زوجته خلقا رضي منها آخر، والحر لا ينسى وداد لحظة.. فلا تنظروا إلي النصف الفارغ من الكوب. ولكننا وللأسف نصرخ بالخطأ ونهمس بالاعتذار!! نصرّْح إن كرهنا وقد لا نلمح حتى إذا أحببنا!! قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {34} وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فإذا كان هذا أثر الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة علي الأعداء الألداء، فكيف سيكون أثرها في الأزواج الأوفياء؟! خامساً: تغافل لتطيب لك الحياة وقد تغافل أقوام عن أذى الأعداء، فكيف بالأحبة الأصفياء ؟! قال تعالى: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن أمور التعايش في مكيال ثلثه الفطنة وثلثاه التغابي. وقال بعض الحكماء: وجدت أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلا بالتغافل. وقال شبيب بن شيبة: الأريب العاقل هو الفطن المتغافل. قال علي رضي الله عنه: الجبن الحقيقي هو الجرأة علي الأخ أو الصديق أو النكوص عن العدو. فعلي كل من الزوجين أن يعلما أنه ليس يشين أحدهما الهزيمة والتنازل عن بعض حقوقه للطرف الآخر، بل ما يشين حقا الحرص علي كسب موقف علي حساب مستقبل كامل.. فنكون كمن أراد أن يبني قصرا فهدم مصراً. وختاماً:- من أراد زوجة كفاطمة رضي الله عنها فليكن هو كعلي رضي الله عنه، ومن أرادت زوجاً كعلي رضي الله عنه فلتكن هي كفاطمة رضي الله عنها( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) | |
|