كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: أصول التوحيد بين أدلة الوحي العظيم، وفهم السلفيين المتأخرين! الأربعاء مارس 04, 2009 6:41 am | |
| أصول التوحيد بين أدلة الوحي العظيم، وفهم السلفيين المتأخرين! أصبح من المسلمات التي لا تقبل النقاش بين أوساط سلفيي العالم على وجه المعمورة، تعريف كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" بـ"لا معبود بحق إلا الله"! فضلا عن جعلهم شروطا لقبولها، ونواقض لها، ويعتبر من تعقبها مهما تصل منـزلته من العلم والحفظ مبتدعا ضالا يخالف السلف، ويتنكب سبيلهم، وأنا راقم هذه الكلمات قد وجهت إلي تلك التهم بكل صور الكذب والفجور في الخصومة التي نصبها لي رؤوس لا تملك عقولا في حسن مجادلة المخالف، لا تأبه للتفريق بين الحجة والشبهة، بلى عندهم الحجة والشبهة شيء واحد ما دام القول بها يخالف آراء رؤوس جهال –نصبت وصاية على السلفيين- باسم السلفية، والدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم السلف! وكل ردود فعلهم كان الأصل لها أن تبقى في مجال معرفة مدى ما في جعبة الطرفين من الأدلة الدالة على مراد الله تعالى في وحيه الكريم، لكن تأبى تلك هذه الرؤوس -الخاوية على أجساد ذات قلوب بالية لغياب تقوى الله عنها- إلا الفجور، وذلك هو رأس أسباب كونهم خوارج ضالين! ويبقى تساؤلهم يتداولونه بينهم؛ كيف أمكن لصاحب هذا الرأي أن يقلق مضاجعنا الآمنة؟ ويزلزل أفكارنا التي جثمت على قلوب سلفيي العالم –منذ ما يقرب ثلاثة قرون خلت- سواء كانوا سلفيين تقليديين، أو سلفيين أثريين! أو سلفيين خوارج أجلاد. ولنبدأ –أولا- في بيان ما يحمله تعريف كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" بـ"لا معبود بحق إلا الله"! يتبين من التعريف أن المعبود بحق من بين معبودات باطلة -اتخذها عابدوها آلهة لهم- استحق أن يعبد بحق كونه ليس كمثله شيء. هذا ما أمكنهم أن يسوغوه تعريفا لكلمة التوحيد. والمطلوب منهم جراء تعريفهم هذا أن يبرأوا مما يواجههم كثمرة له! تلك المعبودات الكثيرة إما كانت كوناً مع الله! أو نصبت افتراءً على الله –تعالى الله عنه- فإن كان وجودها كونياً! فلا حاجة إذاً زيادة كلمة "بحق" لأن ذلك كفيل أن لا يكون ثمة وجود أصلا، لما يقتضى وجودها منع وجودها، وذلك محال –كوناً- مع الله تعالى كما بين الله ذلك في قوله تعالى: {وما كان معه من إله اذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} المؤمنون 91 وإن كان وجودها مفتراً، فهي بمجرد أنها فرية -سواء كانت رسما عند متخذيها، أو اسما افتراه متخذوها على الله تعالى ما أنزل الله بها من سلطان- أوجب اتخاذها على عابديها من دون الله الخلود في نار جهنم. فتأكد كونا وشرعاً أن كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله". ثانيا: لغة الوحي العظيم كفلت كون كلمة "الإله" اسم علم لله العظيم لا اسم جنس، وأن كلمة "الآلهة" اسم جنس لما يعبد من دون الله. فصل: بيان مثال على كيفية ما واجه به جنس الخوارج ما سبق تحريره: استمعت لشريط سجل بصوت إحسان عايش وشاكر العاروري ناقشهما في تلك المسألة شبابنا –طلبة علم- في منطقة الرصيفة/ الزرقاء عام 2000م. وأهم ما جاء فيها: أولا: قال شاكر: لماذا استدركوا، وقالوا: "بحق"؟ قالوا: لأن المعبودات كثيرة! قال غسان: هذه المعبودات الكثيرة موجودة كونا أم مفتراة؟ فإن كان الأول، دل جوابك على أنك لا تكاد أن تفقه ما يخرج من رأسك، وتعذر بالجهل! وإن كان الثاني: فَلِما الحاجة من استبدال الذي هو خير بما هو أدنى؟ أم استسغتم ذلك لكي تتمكنوا من تصحيح دعواكم أن لكلمة التوحيد نواقض، كناقض دعاء غير الله، كقول البعض يا حسين، لأن بمجرد ذلك اتخذ الداعي الحسين ندا من دون الله تعالى… الخ. ثم اعترض الاثنان وقالا: إن كان الله معبودا لذاته، فالأنداد كذلك معبودات لذاتها، فهل هي الله؟! قال غسان: انظر مثال الجهل باسم الدعوة إلى التوحيد الصافي! وأقول: هذه المعبودات! عند من لذاتها؟ عند المسلمين والمشركين عابدي الله، أم عند المشركين حسب؟ فإن كان الأول فجهل منكما أو منكم!، وإن كان الثاني! دل على سوء استدراككما على شبابنا، وذلك من قصر أفقكما. قال مروان بدر معقبا: الله تعالى أثبت في القرآن "الإله" بالمصحف، قال الله عز وجل: {ولا تدعوا مع الله إلها آخر}، وتتبعت آيات كثيرة في القرآن الكريم في ستين آية، الله سبحانه وتعالى أطلق ذكر الآلهة فقال إلها! قال غسان: قال تعالى: {لله الخلق والأمر}، فلا شك أن الله تعالى خلق الآلهة حكمة، ونهى عن دعائها من دون الله، وأوجب على من افتراها الخلود في النار. فهل كان خلقه لها (كوناً معه)؟ –مما يصدق ظنكم أنها (جمع إله = آلهة)- كما هو دين المشركين؟ الذين كانوا يقولون في تلبيتهم: [لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك تملكه وما ملك]! رواه مسلم. أم هي من جنس الشر الذي خلقه الله تعالى ونهى عن اقترافه شرعا في قوله: {ولا تدعوا مع الله إلها آخر}؟ أين يا حفظة كتاب الله تعالى وجدتم –ما لم يجده غسان- فيه أن الله أطلق ذكر الآلهة فقال إلها! هيهات هيهات لكم ما تدعونه على الله جهلا باسم العلم، لأن ما نهى الله عن اتخاذه إلها آخر، لم يكن إلها كوناً! ولو كان كذلك لامتنع وجودهما! قال شاكر: لفظ "الإله": هو المعبود من أله، فعندما تقول: لا إله؛ أي لا معبود! قلت: ثبت في الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان الله ولم يكن معه شيء))، فكيف يمكن استساغة القول أن معنى "لا إله"؛ لا المعبود كونا، فهل كان معبودا قبل أن يوجد الوجود؟ قال إحسان واحتج بقول الله تعالى: {قل لو كان معه}، على رأيه، مثبتا بها أن الآلهة التي اتخذها المشركون ليست آلهة على الحقيقة! قال غسان: نقض إحسان غزله أنكاثا، وأفسد رأيه لكون الآلهة مخلوقة، افتريت بعد أن لم تكن من قبلُ، وصارت آلهة باطل، لا إله باطل! قال بدر –أحد شبابنا الحضور- مستدركا على جهل القوم: [المشركون يقولون: "معبوداتنا نعبدها بحق، فكيف نثبت لهم أن معبوداتهم باطلة؟ قال إحسان: أنت عندك باطلة، أم ليست باطلة؟ قال بدر: باطلة. قال إحسان: إذا ما علينا منهم! قال غسان: جواب إحسان ثمرة قول الخوارج بعدم التفريق بين ضرورة التفريق الشرعي بين عجز طالب الحق والوصول إليه، وعجز المعرض عن الحق، فالظالم؛ من عرف ما جاء به الرسول، أو تمكن من معرفته بوجه. وأما من لم يعرف ما جاء به الرسول، وعجز عن ذلك، فكيف يقال: إنه ظالم؟ والعذاب يستحق بسببين: أحدهما: الإعراض عن الحجة، وعدم إرادتها، والعمل بها وبموجبها. الثاني: العناد لها بعد قيامها، وترك إرادة موجبها. فالأول: كفر إعراض. والثاني: كفر عناد. وأما كفر الجهل. مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل. فمثل هذا الكلام الذي يتميز به كفر الجهل وأهله عن الجهل الذي جعله الله ورسوله عارضا من عوارض الكفر لا يروق لبال الخوارج بوجه، إذ لم يجعلوا للعذر بالجهل قاعدة، لكي يقوموا بأصولهم الفاسدة في تكفير من يرونه كافرا. وما سبق تأصيله يضعه إحسان عايش تحت رجله –كما أعرب بلسانه- بشبهة قوله: أنا لا أحاسب الناس على دينهم! أحاسبهم على ديني! قال غسان: حاسب الناس على ما أوحي إلى النبي العظيم وحيا أنزل من لدن حكيم عليم لا بآراء شيوخ طريقتك الذين أفضيتم عليهم صبغة العلم الأثري. قال بدر لإحسان عايش: إذا أراد المشرك أن يسلم، يدخل في ديني في إسلامي أنا، لا في إسلامه هو. نقول للمشرك: قل "لا إله إلا الله"، فيقول: ماذا تعني: "لا إله إلا الله"؟ أقول: -بدر- "لا معبود بحق إلا الله"! فيقول: -المشرك- وآلهتي معبودة مع الله بحق! قال إحسان: خارج دائرتي! قال غسان: انظروا أيها القوم نكوص الخوارج على أعقابهم عند دحض شبهتهم الواهية في معنى "الإله" وأقول لهذا الرويبضة الذي نصب نفسه من كبار دعاة التوحيد: ما جوابك عن اعتراض المشرك بقوله: لا معبود بحق إلا الله هذا بالنسبة لك، أما أنا فأقول: ثمة إله غير الله! فإن قال إحسان: ما علينا بما تعتقد، أنا ألزمك؛ إما أن تلزم ما نعتقد أو تبقى على ما أنت عليه من الكفر بالله. قال غسان: دليل كونك لا تأبه يا إحسان بما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات التوحيد؛ قول النبي نفسه: ((والذي لا إله غيره))، مما يلزم المشرك إما أن يسلم أو يبقى على كفره، وإن مات عليه يدخل النار خالدا فيها أبدا، فأيهما أحق عليك أن تلتزمه، ما تسميه دينك أم ما نزل دينا يتلى وحيا على النبي صلى الله عليه وسلم؟ | |
|