كنوز اسلامية admin
عدد الرسائل : 3804 العمر : 32 بلدك : مصر السٌّمعَة : 1 نقاط : 5028 تاريخ التسجيل : 21/10/2007
| موضوع: الركن الثاني من توحيد الالوهيه التوجه بالخضوع والطاعه والإنقياد لله وحد الجمعة فبراير 27, 2009 7:00 am | |
| الركن الثاني من توحيد الالوهيه :
يقول تعالي:
"قل إن صلاتي ونسكي ومحيياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "
الأنعام : 162\ 163
فانظر رحمك الله كيف جمعت الايه بين مظاهر العباده والنسك ومظاهر الحياه والممات في وعاء واحد يتلقي فيه الأمر والتوجيه والتشريع من الله ويتوجه فيه بالكليه الي الله أيضاًوحده لا شريك له .
وانظر رحمك الله الي قوله " وبذلك أمرت " تغير هذه الصوره هي مخالفه لامره وما ينبغي أن تكون عليه العباره تظهر بطلان من جعل الشعائر والنشك من صلاه وصيام وحج وعمره لله ثم يجعل مظاهر الحياه المدنيه من معاملات واقتصاديه واجتماعيه لمقتضيات الواقع مجاراه الغرب والشرق من دون الوقوف مع ماأمره به الله وأمر به رسوله وهو ما يناقض ما ينبغي أن تكون عليه العباده ما خضوع وانقياد يقول الله تعالي " وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهك الخيره من أمرهم " الأ حزاب
ويقول تعالي
"قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"
والأيات في هذا المعني كثيره جداً ويناقض ذلك تلك المظاهر من الطاعه التي تفسد علي الناس دينهم ودنياهم واخرتهم كقوله تعالي "وإن الشياطين ليوحون الي أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " الأنعام
ويقول تعالي " ان الله لعن الكافرتن وأعد لهم سعيراً .خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نثيراً يوم تقلب وجوههم في النار ويقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا . وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا . ربنا أتهم ضعفين من العذان والعنهم لعناً كبيرا " الأحزاب : 64 \ 68
وفي هذا الشأن ينبغي التفريق بين نوعين من الطاعه
- الطاعه في الإعتقاد
- الطاعه في الفعل المادي المحسوس مع ثبات الإعتقاد
-والطاعة في الفعل المادي المحسوس مع ثبات الاعتقاد.
فالطاعه في الاعتقاد : وقد تسمي ايضاً بالطاعه في التشريع أوالطاعه في التحليل والتحريم وقد يطلق عليهاايضا ًاصطلاح " قبول التكليف وجمع هذه المسميات تحمل زات الدلالة من حيث تعلقها بالاعتقاد المتعلق بأحد معالم الربوبية من جانب زهز حق التشريع بالقبول زالإذعان والإنقياد يقول صاحب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد:
(وقوله تعالي ((إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)) الأية
الأحبار :هم العلماء .والرهبان:هم العباد وهذه الأية فسرها رسول الله صلي الله عليه وسلم فقرأ عليه هذه الأيه .قال:فقلت إنهم لم يعبدوهم فقال بلي إنهم حرموا عليهم الحلال وحللوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم"رواه أحمد والترمزي وحسنه
قال السدي:استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ولهذا قال الله تعالي))وما أمروا إلا ليعبدا إلهاً واحدا لا إله إلا هوسبحانه عما يشركون))فإن الحلال ما أحله الله والحرام ماحرمه الله والدين ماشرعه الله.
فظهر بهذا أن الأية دلت علي أن من أطاع غير الله ورسوله "أعرض عن الأخذ بالكتاب والسنة في تحليل ماحرم الله أو تحريم ماأحله الله وإطاعه في معصية الله وأتبعه فيما لم يأذن به الله فقد أتخذه رباً ومعبوداً وجعله الله شريكا وذلك ينافي التوحيد الذي هو دين الله الذي دلت عليه كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله ) فإن الأله هو المعبود وقد سمي الله طاعتهم عباده ربهم وسماهم أرباباً كما قال تعالي((ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا )) آل عمران:أي شركاء لله تعالي في العباده (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) وهذا هو الشرك فكل معبود رب وكل مطاع ومتبع علي غير ماشرعه الله ورسوله فقد اتخذه المطيع رباً ومعبودا كما قال تعالي في أية الأنعام ((وإن اطعتموهم إنكم لمشركون)) وهذا هو وجة مطابقة الأية للترجمة.ويشبه هذه الأية في المعني قوله تعالي((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)) والله أعلم
قال شيخ الإسلام-ابن تيمية-في معني قوله (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكون علي وجهين
أحدهما:أن يتعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم علي هذا التبديل.فيعتقدون تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله إتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر. وقد جعله الله ورسوله شركاً وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ماقاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.أ.ه ([1])
هذا عن النوع الأول من الطاعه أي الطاعة في الإعتقاد
والنوع الثاني من الطاعة:هو
الطاعة في الفعل المادي المحسوس مع ثبات الإعتقاد
حيث الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله ولكن قد تتدني النفس أو يستحوذ عليها الشيطان فتنجرف الي المعصية مع الإقرار علي النفس بالذنب فهذا له حكم أمثاله من أهل الذنوب وسواء كان الفعل من جنس الكبائر فهو من أصحاب الكبائر ويدخل في الوعيد الذي جائت به النصوص مالم يلحقه مانع من موانع لحوق الوعيد بأهل الكبائر من هذه الأمه من التوبة و الأستغفار والحسنات العظيمة التي تكفر الذنوب العظيمة والإبتلائات المكفرة وشفاعة الصالحين والأنبياء والمرسلين و خلاف ذلك مما هومذكور في موضعه.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
(الثاني :أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحرام وتحليل الحلال ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله. كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤولاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما قد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (إنما الطاعة في المعروف) أ.ه فتح المجيد المرجع السابق /ذات الموضع
هذا وقد يكون طاعة المشركين في مباح وليس في محرم ولا مكروه هذا المباح لعله يحقق مصلحة من المصالح التي يحتاجها المسلمين في أمورهم الدنيوية الحياتية كشأن غيرهم من المجتمعات الأدمية في تنظيم شؤنهم وهو ما قد سماه بعض الفقهاء"بالمصالح المرسلة) فهي مصالح من حيث كونها تحقق مصلحة من جنس تلك المصالح التي جائت الشريعة بتقريرها والمحافظة عليها للمسلمين (حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال) وهي مرسلة-من جهة أخري- لكون الشريعة لم تقررها في نصوصها ولم تلغها أو تنهي عنها فهي مرسلة من هذه الجهة.
ومثل هذه المصالح المرسلة قد ثبت بما لايدع مجالاً لشك أن الطاعة في مثل هذه المصالح و الذي يحقق المنفعة للمسلمين ولمجتمعهم لا شئ فيه وإن أخذوا هذه الأمور عن مجتماعات أو حضارات غير إسلامية كحضارات الروم وفارس وغيرها. وقد علم أن من الأمور التي نظمها المسلمون وفق هذه المصالح المرسلة:وثائق إثبات الشخصية وضرب النقود وتنظيم الدواوين وإنشاء السجون وإتخاذ الحمامات والكنف في البيوت ومسائل كثيرة لم يكن للمسلمين غني عنها ولم تدخل في دائرة المحرم أو المكروه أو إدعاء طاعة المشركين في حيز المباح والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص101,102 تحت عنوان تفسير التوحيد | |
|